على النفي (١) ، وأن يكون جملة من مبتدأ وخبر وعلى التقديرين فالجملة المنفية في محل نصب صفة «لصيحة» و «من» مزيدة (٢). وقرأ الأخوان : «فواق» بضم الفاء ، والباقون بفتحها (٣) ، قال الكسائيّ والفراء (٤) وأبو عبيدة (٥) : هما لغتان وهما الزمان الذي بين حلبتي الحالب ، ورضعتي الرّاضع ، والمعنى ما لها من توقف قدر فواق ناقة.
وفي الحديث : «العيادة (٦) قدر فواق ناقة». وهذا في المعنى كقوله : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً) [الأعراف : ٣٤].
وقال ابن عباس : ما لها من رجوع (٧) من أفاق المريض إذا رجع إلى صحته وإفاقة الناقة ساعة يرجع اللبن إلى ضرعها يقال : أفاقت النّاقة تفيق إفاقة رجعت الفيقة في ضرعها ، والفيقة اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين ، ويجمع على أفواق وأما أفاويق فجمع الجمع ، ويقال : ناقة مفيق ومفيقة (٨).
وقال الفراء (٩) وأبو عبيدة (١٠) ومؤرّج السّدوسيّ (١١) : الفواق بالفتح الإفاقة والاستراحة كالجواب من الإجابة وهو قول ابن زيد والسّدّيّ (١٢).
وأما المضموم فاسم لا مصدر أي اسم لما بين الحلبتين ، والمشهور أنهما بمعنى واحد كقصاص الشّعر وقصاصه وجمام المكول (١٣) وجمامه ، فالفتح لغة قريش (١٤) ،
__________________
(١) على اعتبار من مزيدة ، أي ما استقر لها فواق.
(٢) قال بهذا الإعراب السمين في الدر ٤ / ٥٩٦.
(٣) التبيان ١٠٩٨ والسبعة ٥٥٢ ومعاني الفراء ٢ / ٤٠٠ وانظر : النشر ٢ / ٣٦١ ، وحجة ابن خالويه ٣٠٤ ، واللسان فوق ٣٤٨٩.
(٤) المعاني ٢ / ٤٠٠.
(٥) المجاز ٢ / ١٧٩ ، والبحر ٧ / ٣٨٧.
(٦) في ب : الساعة لا العيادة. والحديث ذكره الفراء ٢ / ٤٠٠ واللسان : «ف وق» ٣٤٨٩ والبحر ٧ / ٣٨٧.
(٧) أخرجه البغوي في تفسيره معالم التنزيل عن ابن عباس وفي القرطبي والبحر أن هذا الرأي لمجاهد.
انظر : القرطبي ١٥ / ١٥٦ والبحر ٧ / ٣٨٧.
(٨) انظر : اللسان : «ف وق» ٣٤٨٨ ، ٣٤٨٩ ومعاني الزجاج ٤ / ٣٢٣ وغريب القرآن لابن قتيبة ٢ / ٣٧٧ ، ٣٧٨ قال : «والفواق والفواق واحد كما يقال : جمام المكّوك وجمامه وهو أن تحلب الناقة وتترك ساعة حتى ينزل شيء من اللبن ... فاستعير الفواق في موضع التمكث والانتظار». وانظر أيضا المجاز ٢ / ١٧٩. وقد فرق أبو عبيد ما بين الضمّ والفتح فقال من فتحها قال ما لها من راحة ومن ضمها جعلها من فواق وهو ما بين الحلبتين وانظر : البحر ٧ / ٣٨٧ والقرطبي ١٥ / ١٥٦ ، ١٥٧.
(٩) المعاني له ٢ / ٤٠٠.
(١٠) المجاز المرجع السابق.
(١١) البحر ٧ / ٣٨٧ والدر المصون ٤ / ٥٩٦.
(١٢) قاله أبو الفرج في زاد المسير ٧ / ١٠٧ ، ١٠٨ والسمين في الدر ٤ / ٥٩٦.
(١٣) البئر قلية الماء وانظر : الغريب والمجاز السابقين.
(١٤) في ب : لقريش.