اسم قبيلة (١) ، وهو الأظهر لأن الله جعل الآية لسبأ والظاهر هو العاقل لا المكان فلا يحتاج إلى إضمار الأهل (٢) ، وقوله «آية» أي من فضل ربهم دلالة على وحدانيتنا وقدرتنا وكانت مساكنهم بمأرب من اليمن واسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان (٣) وسمي (سبأ) (٤) لأنه أول من سبأ من العرب.
قال السّهيليّ (٥) : ويقال : إنه أول من تبرج (٦) ، وذكر بعضهم أنه كان مسلما وكان له شعر يشير فيه بوجود رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (٧) قال (يعني سليمان (٨) عليه الصلاة والسلام) :
٤١٢٧ ـ سيملك بعدنا ملكا عظيما |
|
نبيّ لا يرخّص في الحرام |
ويملك بعد منهم ملوك |
|
يدينون العباد بغير دام |
ويملك بعده منهم ملوك |
|
يصير الملك فينا باقتسام |
ويملك بعد قحطان نبيّ |
|
نفى جنته خير الأنام |
يسمى أحمد يا ليت أنّي |
|
أعمّر بعد مبعثه بعام |
فأعضده وأحبوه بنصري |
|
بكلّ مدجّج وبكلّ رامي |
متى يظهر فكونوا ناصريه |
|
ومن يلقاه يبلغه سلامي (٩) |
روى ابن عباس (١٠) قال سأل فروة بن مسيك الغطيفي النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن سبأ ما هو؟ أكان رجلا أو امرأة أو أرضا؟ قال : بل هو رجل من العرب ولد عشرة من الولد فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة فأما الذين تيامنوا (١١) فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير فقال رجل وما أنمار؟ قال : الذين منهم خثعم وبجيلة ، وأما الذين تشاموا (١٢) فلخم وجذام وعاملة وغسان ، ولما هلكت أموالهم وخربت بلادهم تفرقوا في غور البلاد ونجدها أيدي سبا شذر مذر ، فلذلك قيل لكلّ متفرقين بعد اجتماع :
__________________
(١) سبق.
(٢) دالمرجع السابق.
(٣) قاله في معالم التنزيل للبغوي ٥ / ٢٨٧ ، وزاد المسير لابن الجوزي ٦ / ٤٤٣.
(٤) سقط من «ب».
(٥) هو : عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن سعدون الإمام أبو زيد وأبو القاسم السّهيلي كان عالما بالعربية واللغة والقراءات بارعا في ذلك جامعا بين الرّواية والدّراية وغير ذلك مات سنة ٥٨١ ه.
(٦) هو في «ب» تتوج.
(٧) انظر : ابن كثير ٣ / ٥٣١.
(٨) سقط من «ب».
(٩) أبيات من تمام الوافر نقلها الحافظ ابن كثير في تفسيره ٣ / ٥٣١ نقلا عن الهمذاني في كتاب الإكليل.
وقد ورد «ملك» بالرفع و «يدينوه» بدل العباد ومخبت و «حسنه» بدل «جنته» ، ومخبت أي متق عالم.
(١٠) رواه البغويّ في تفسيره معالم التنزيل وكذلك الخازن في لباب التأويل ٥ / ٢٨٦ و ٢٨٧.
(١١) في البغوي تيمنوا.
(١٢) وفيه : تشاءموا من الشؤم فيجوز همز الهمزة أي الألف.