فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : لا اؤمنه في حلّ ولا حرم ، فقتل يوم الفتح».
أقول : رواه في الدرّ المنثور وغيره من المفسّرين عن ابن عباس وسعيد بن جبير وغيرهما. والعقل الديّة. والسراة جمع السرى الأشراف والأكابر من القوم ، وقارع علم لحصن. والرواية وإن لم تستند إلى معصوم ولكنّها من باب التطبيق.
وفي تفسير القمّي في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) أنّها : «نزلت لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من غزوة خيبر وبعث أسامة بن زيد في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك ليدعوهم إلى الإسلام ، كان رجل يقال له مرداس بن نهبك الفدكي في بعض القرى ، فلما أحسّ بخيل رسول الله صلىاللهعليهوآله جمع أهله وماله في ناحية الجبل فأقبل يقول : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله ، فمرّ به أسامة بن زيد فطعنه فقتله ، فلما رجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبره بذلك ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : قتلت رجلا شهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله؟! فقال : يا رسول الله إنّما قالها تعوّذا من القتل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هلا كشفت الغطاء عن قلبه ، ولا ما قال بلسانه قبلت ، ولا ما كان في نفسه علمت ، فحلف أسامة بعد ذلك أن لا يقتل أحدا شهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله ، فتخلّف عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حروبه ، فأنزل في ذلك الآية».
أقول : روي قريبا من هذا المعنى المحدّثون من المفسّرين ، وإن اختلفوا في استناد القصة ، فأسندوها تارة لمقداد بن سويد كما ذكره السيوطي في الدرّ المنثور. وأخرى لمحلم بن جثامة كما عن البيهقي. وثالثة لمرداس وغيرهم.
وكيف كان ، فإنّ جميعها من باب التطبيق لا التخصيص ؛ لما تقدّم في التفسير من أنّ الحكم المذكور فيها أمر عقلي ، وأنّ للدماء صيانة عقليّة فطريّة ، إلّا ما أهدرها الشارع الّذي هو خالق العقل وجاعل الفطرة.
ثمّ إنّ هناك روايات ذكرها السيوطي في الدرّ المنثور : «انّ القاتل المذكور