شيئا دونك ويرضيه بدلا منك ، وقد خسر من أوقفته ببابك ثمّ طلب باب غيرك والتجأ الى غير جنابك وتحوّل منك إلى غيرك» ، ودعاء أبي حمزة الثمالي مشحون بهذه المعارف ، ولا يتوجّه إلى هذا القسم من الخسران إلّا من رفع عنه الحجاب برؤية الملكوت الأعلى ومنح له قبول وسام العبوديّة.
فالكلّ يطلب نعمى حيث ضلّ وما |
|
يحظى بنعمى سوى فرد بأفراد |
وجميع هذه الخسائر ترجع إلى الاختيار لما ثبت في محلّه من أنّه لا جبر ولا تفويض في البين ، فالعبد باختياره يسلك كلا من الطريقين النور أو الظلمة ، ويصل الى مراتبها ، كما أنّ كلا منهما لم يكن ذاتي الإنسان ، وهما قابلان للزوال إلى آخر لحظات العمر ، كما عن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «انّ الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتّى ما يبقى بينه وبينها إلّا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها ، وأنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار» ، والأوّل كثير بفضله ورحمته ، والثاني منوط برحمته ، والمراد من سبق الكتاب التذكّر والتأمّل ، فيرجع إلى الاختيار ، وللبحث ذيل يأتي في الموضع المناسب إن شاء الله تعالى.