الصفات ، ويمكن استفادة ذلك من قوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً) [سورة النحل ، الآية : ١٢٠] ، أي : قائما مقام الأمّة في ذروة الصفات الحسنة وأسماها.
وقد تجلّت هذه الخلّة والمحبّة والمقام المحمود لنبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله ، فنال شرف الوصول إلى قرب الذات وتكرّم بوسام الفخر بالتفوّق والشرف على جميع الأنبياء كما مرّ.
وفي العيون بسنده عن ابن أبي عمير عن الصادق عليهالسلام قلت له : لم اتّخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا؟ قال : لكثرة سجوده على الأرض».
أقول : هذه الرواية تدلّ على أنّ السبب في اتّخاذه تعالى خليلا هو الانقطاع إليه عزّ اسمه بالعبادة ، فإنّ السجود على الأرض من أجل العبادات وأسماها ، وفي بعض الروايات لكثرة صلاته على محمد وأهل بيته ، فهي أيضا منها. وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري عن نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله : «ما اتّخذ الله إبراهيم خليلا إلّا لإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام» ، فإنّ إطعام الطعام من مظاهر صفاته تعالى ، أي : الجود.
وفي الدرّ المنثور عن النبيّ صلىاللهعليهوآله عن جبرئيل عليهالسلام أنّه هبط على إبراهيم عليهالسلام وقال : «أيّها الخليل هل تدري بم استوجبت الخلّة؟ فقال : لا أدري يا جبرئيل ، قال : لأنّك تعطي ولا تأخذ».
أقول : وفي بعض الروايات : «لأنّك ترزأ ولا ترزأ» ، أي : تعطي للناس ولا تأخذ منهم شيئا ، وهذا من مظاهر الربوبيّة ومنتهى الانقطاع منه عليهالسلام إليه تعالى.
وفي تفسير العياشي عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : «لما اتّخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا أتاه بشراه بالخلّة ، فجاء ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماء أو دهنا ، فدخل إبراهيم عليهالسلام الدار فاستقبله خارجا من الدار ، وكان إبراهيم رجلا غيورا وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه ثمّ رجع ففتح ، فإذا هو برجل قائم أحسن ما يكون الرجال فأخذ