ما قبله ، وجوّز بعضهم الرفع على أنّه مبتدأ والخبر محذوف ، أي : خير ونحوه. واحتمل آخرون النصب من غير عطف بإضمار فعل ، أي : ويأمركم أن تقوموا.
وأمّا قوله تعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ) ، فالمعروف أنّه من باب الاشتغال ، أي : وإن خافت امرأة خافت ، واحتمل بعضهم أنّ «امرأة» مبتدأ وما بعده الخبر ، وقدّر بعضهم (كانت) لاطراد حذف (كان) بعد (ان).
والحقّ هو الأوّل لما فيه من التأكيد على تحقّق الخوف الفعلي ، كما عرفت في التفسير فراجع.
وقوله تعالى : (أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً) فالقراءة المعروفة هي ضمّ الياء وتخفيف الصاد وكسر اللّام ، وقرأ بعضهم (يصّالحا) بفتح الياء وتشديد الصاد وألف بعدها ، وأصله : يتصالحا ، فبدّلت التاء صادا وأدغمت وقرأ آخرون : (يصحا) بفتح الياء وتشديد الصاد من دون ألف بعدها ، وأصله يصطلحا ، فخفف بإبدال الطاء المبدّلة من تاء الأفعال صادا وأدغمت الأولى فيها. وقال بعضهم : إنّه أبدلت التاء صادا ابتداء. وقرئ بعضهم : (يصطلحا).
وكيف كان ، فإنّ (صلحا) منصوب على أنّه مفعول به على القراءة المعروفة ، أو يكون منصوبا بفعل مترتّب على المذكور ، أي : فيصلح حالهما صلحا ، أو منصوب على إسقاط الخافض ، أي : بصلح ، يعني : بشيء يقع بسببه المصالحة ، أو التوسّع في الظرف لا على تقدير بينهما ، وإمّا أن يكون مصدرا محذوف الزوائد.
واللّام في (الصُّلْحُ خَيْرٌ) للجنس ، ويحتمل أن يكون للعهد.
و (أحضرت) في قوله تعالى : (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَ) ، متعدّ لاثنين ، بخلاف حضر ، فإنّه متعدّ لواحد ، والأوّل هو (الأنفس) القائم مقام الفاعل ، والثاني الشحّ ، أي : احضر الله تعالى الأنفس للشحّ. ويحتمل أن يكون القائم مقام الفاعل هو الثاني ، أي : أنّ الشحّ حاضر لها لا يغيب عنها أبدا ، ولا يضرّ تأنيث الفعل كما هو المعروف.