المركب صورة ذهنية من دون ان يكون لها فى الخارج ما يطابقها ولانها ثابتة قبل الذهن ولانها صفة المؤثر ويستحيل ان تكون قائمة بالذهن الّذي هو غير المؤثر لان صفة الشيء قائمة به لا بغيره ، وكونها وصفا خارجيا باطل أيضا لانها ان كانت صفة خارجية فاما ان تكون ممكنة او واجبة وكونها واجبة باطل لانها وصف وكل وصف محتاج الى الموصوف ولا شيء من المحتاج بواجب فلم يبق الا ان يكون وصفا خارجيا ممكنا ولكنه باطل أيضا لانها اما نفس المؤثّر او نفس الاثر أو أمر ثالث غيرهما والاولان باطلان لانها نسبة بينهما والنسبة غير المنتسبين فيتعين الثالث ولكنه محال أيضا للزوم التسلسل لان المؤثرية حيث تكون وصفا خارجيا ممكنا تحتاج الى مؤثرية اخرى من ذلك المؤثر فى الاثر او من مؤثر اخر والكلام فى هذه المؤثرية الاخرى كالكلام فى المؤثرية الاولى وهكذا فيلزم التسلسل وهو باطل وملزومه أيضا باطل فكون الشيء متصفا بالمؤثرية باطل لبطلان جميع انحائها المتصورة ، مع انا لو اغمضنا عن بطلان التسلسل فهو غير معقول فى المقام لان توالى افراد السلسلة بحيث يكون كل منها مؤثرا فى تاليه واجب فى التسلسل ولكن التوالى هاهنا غير معقول لان كل ما فرض تاليا للآخر لا يكون تاليا له لان التأثير متوسط ولو فرض التأثير متلوا له لكان معلولا له ولكان تاثير اخر متوسطا بينهما وهكذا فلا يتصور متلوية فرد لآخر حتى يتحقق التوالى.
والجواب ان المؤثرية وصف عقلى يعتبره العقل عند تعقل صدور الاثر عن المؤثر لا انها وصف خارجى لانها ليس لها فى الخارج فرد يطابقها ، وقول المغالط : انها لو كانت وصفا ذهنيا لزم الجهل المركب مغالطة عجيبة لان الجهل المركب انما هو فى التصديق لا التصور فانه لو حصل تصديق فى الذهن ولم تكن نسبة القضية مطابقة لما فى نفس الامر او الخارج فهو جهل مركب فحصول صورة المؤثرية فى الذهن عند التفات العقل الى صدور الاثر من المؤثّر من دون ان يكون لها ما يطابقها فى الخارج لا يستلزم جهلا مركبا والا يلزم ان يكون تصور كل امر اعتبارى جهلا مركبا ، نعم لو حكمنا بان لهذه الصورة الذهنية مطابقا فى الخارج فهذا الحكم جهل