مركب كما ارتكبه هذا المغالط ، ومن هذا يظهر فساد قوله : ولانها ثابتة قبل الذهن ، لان الثابت قبل الذهن فى الخارج هو منشأ انتزاع هذا الامر الاعتبارى وهو ذات المؤثر التى لو عقلها عاقل بهذه الحيثية اى حيثية اضافة الاثر إليها وصدوره عنها ينتزع منه وصف المؤثرية ، واما قوله : ويستحيل قيام صفة الشيء بغيره فهو حق ولكن ما نحن فيه ليس من ذلك فى شيء لان صفة المؤثرية ليست قائمة فى الخارج بذات المؤثر بل هى منشأ انتزاعها وقائمة بها فى النفس وعارضة عليها فى الذهن كسائر الامور الاعتبارية فليس هذا امرا بدعا ، فاذا ثبت انها امر اعتبارى ليس لها ثبوت الا ذهنا فالتسلسل ينقطع بانقطاع الاعتبار كما فى سائر الاعتباريات.
قوله : بعض المغالطين ـ هو الفخر الرازى اورد هذا وما بعده فى بعض كتبه من قبل المنكرين لحاجة الممكن الى المؤثّر وان كان هو نفسه ليس ذلك من مذهبه لانه قائل بصانع هو صانعه فى وهمه.
قوله : ممكنا محتاجا الى المؤثر فى ذلك الاثر ـ خبر لكانت ، والاولى ان يقال : ممكنة محتاجة الى المؤثر فى ذلك الاثر او مؤثر اخر.
قوله : فان كانت وصفا ثبوتيا الخ ـ لو أتى بالكلام هكذا : وهى ليست وصفا ثبوتيا فى الذهن لانها ان كانت كذلك من غير مطابقة الخارج لزم الجهل لاستقام امر العطف فى قوله : ولانها ثابتة فى الذهن.
قوله : ويستحيل ـ عطف على ثابتة ، اى ولانها يستحيل قيام صفة الشيء بغيره ولو كانت هى امرا ذهنيا لكانت قائمة بالذهن مع ان موصوفه الّذي هو المؤثر يكون فى الخارج.
قوله : وان كانت بمطابقة الخارج الخ ـ عطف على فان كانت وصفا ثبوتيا ، يعنى وان كانت المؤثرية وصفا ثبوتيا فى الذهن مع مطابقة الخارج او كانت ثابتة فى الخارج لزم التسلسل ، ولا يخفى ان مآل طرفى الترديد اى كونها مع مطابقة الخارج وكونها ثابتة فى الخارج الى شيء واحد فلا تغفل.
قوله : ان كون الشى بحيث لو عقله الخ ـ اى ذات المؤثر التى هى منشأ لان