ينتزع منه العقل عنوان المؤثرية هى الحاصلة الموجودة قبل الاذهان لا وصف المؤثرية الّذي يحصل فى العقل باعتباره وانتزاعه.
قول المصنف : والمؤثّر يؤثر الخ ـ تقرير السؤال على وجه اخر : ان المؤثر اما يؤثر فى الاثر حال وجوده فهو تحصيل للحاصل واما حال عدمه فهو اجتماع النقيضين وكلاهما محال فتأثير المؤثر محال ، والجواب انك ان اردت من الحال زمان الوجود والعدم فنختار ان تاثير المؤثر فى حال الوجود ، وقولك : هو تحصيل للحاصل ممنوع لان التحصيل فيما نحن فيه هو الايجاد والحاصل هو الوجود وهما مقارنان بحسب الزمان بمعنى ان ابتداء الايجاد هو ابتداء الوجود فالتأثير منطبق على الاثر من حيث الزمان ويصح ان يقال انه فى زمانه وهذا مراد الشارح العلامة بقوله : لان العلة مع المعلول بهذه الصفة ، وان اردت من الحال تقيد الاثر بالوجود او العدم فنقول : ان ذلك مستحيل للزوم احد المحالين المذكورين ولكن القسمة غير حاصرة لان للاثر حالة ثالثة وهى كونه من حيث هو هو لا بشرط الوجود ولا بشرط العدم.
قول الشارح : فالكلام فيه كالكلام فى الاول ـ يعنى فالكلام فى التأثير كالكلام فى الاثر اذ كما انه لا اثر فى حال العدم كذلك لا تاثير فى حاله بل عدم الاثر فى حال العدم لاجل عدم التأثير.
قوله : وان اردت به مقارنة المؤثّر الخ ـ يعنى ان اردت ان للعلة معية ذاتية بالنسبة الى المعلول وهذا يرجع الى ما قررنا من تقيد المعلول بالوجود عند التأثير فذلك مستحيل لان العلة لها تقدم ذاتى على المعلول فلو لم يكن لها تقدم ذاتى عليه بل كانا معا ذاتا لزم ان يكون المعلول حاصلا من دون تاثيرها فيه وحينئذ فاما ان تؤثر العلة فيه فهو تحصيل الحاصل واما ان لا تؤثر فيه فهو خلف لان ما فرض علة له ليس بعلة له.
قوله : فلان كل ما بالغير الخ ـ توضيحه ان معنى تاثير المؤثّر فى الماهية هو جعل الماهية ماهية فلو كانت الماهية بتأثير الغير ماهية لزم ان لا تكون عند