القرآن وان الله لا تراه الابصار وان افعال الشر انا افعلها وانا تائب مقلع معتقد للرد على المعتزلة فخرج لفضائحهم ومعايبهم وكان فيه دعابة ومزاح كثير له من الكتب وعدله خمسة كتب الى ان قال ودفن فى مشرع الزوايا فى تربة الى جانبها مسجد وبالقرب منه حمام وهو عن يسار المارّ من السوق الى دجلة وكان يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلال بن ابى بردة بن ابى موسى على عقبه وكانت نفقته فى كل يوم سبعة عشر درهما هكذا قاله الخطيب وقال ابو بكر الصيرفي كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم حتى اظهر الله الاشعرى فجحرهم فى اقماع السمسم وقال ابو محمّد على بن حزم الاندلسى ان أبا الحسن له من التصانيف خمسة وخمسون تصنيفا.
قوله : ابو الحسين البصرى ـ قال القفطى فى كتاب اخبار العلماء باخبار الحكماء : محمّد بن على بن الطيب ابو الحسين المتكلم البصرى كان إماما عالما بعلم كلام الاوائل قد احكم قواعده وقيدا وابده وتصيد شوارده وكان يتقى اهل زمانه فى التظاهر به فاخرج ما عنده فى صورة متكلمى الملة الاسلامية واحكم ما اتى به من ذلك ومن وقف على تصانيفه تحقق ما اشرت إليه من امره ولم يزل على التصدر والتصنيف والاملاء والافادة لمذهب الاعتزال والتحقيق لما انفرد به من الاقوال حتى اتاه اجله فى يوم الثلثاء الخامس من شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين وأربعمائة ببغداد وكان متميزا بالقناعة والكفاف طول مدته.
قوله : الا واجب الوجود تعالى ـ هذا الاستثناء ليس فى محله لان المتنازع فيه هو الوجود المحمولى الانتزاعى لا الوجود الحقيقى الّذي هو عين ذاته تعالى والوجود الانتزاعى زائد على الواجب أيضا عند الحكماء اللهم الا ان ظاهر كثير من المتقدمين طرح المسألة فى وجود كل ماهية وهو الوجود الخاص بها فهو أيضا كالوجود الانتزاعى زائد على الماهيات عند الحكماء الا فى الواجب فانه عين حقيقته والشارح رحمهالله جرى هذا المجرى.
قوله : وسيأتي تحقيق كلامهم فيه ـ فى المسألة السادسة والثلاثين.
قوله : فانه يكون جزء مشتركا بينها ـ لانه معنى واحد فى الجميع كما بين