غيرها بعد ان لم تكن مقيدة به والماهية بهذا الاعتبار لها خصوصيات : الاولى انها لا توجد الا فى الذهن لان كل ما وجد فى الخارج له ضمائم ولو احق وهذه مقيدة بعدمها ، الثانية انها لو انضم إليها شيء كان زائدا بالنسبة إليها اجنبيا عنها كضم الحجر الى الانسان لان تقيدها بعدم غيرها ينافى انضمام الغير إليها حقيقة ، الثالثة انها لا تحمل على غيرها ولا غيرها عليها لان الحمل يستدعى الاتحاد من جهة الوجود والتقيد بعدم الغير ينافى ذلك ، ومن هذا ظهر انها لا تحمل على المجموع الّذي هو هذه مع غيرها فرضا لان ذلك المجموع غير نفسها مع ان ذلك مجموع مركب بحسب الفرض لا انه مركب حقيقى لان المركب الحقيقى لا بد فيه من ارتباط بين الاجزاء وهاهنا مفقود لاجل التقيد بعدم الغير ، ولا يخفى عليك ان الفرق من جهة الحمل بين هذه وبين الماهية من حيث هى هى ان هذه لا تحمل على شيء ولا يحمل عليها شيء الا نفسها والماهية من حيث هى هى لا يحمل عليها شيء الا نفسها ولكن تحمل على اشياء كثيرة ، والماهية بهذا الاعتبار يقال لها الماهية المجردة والماهية بشرط لا اى بشرط ان لا يكون معها شيء.
قوله : بحيث لو انضم إليها شيء لكان زائدا ـ اشارة الى الخصوصية الثانية.
قوله : ولا تكون مقولة على ذلك المجموع ـ اشارة الى الخصوصية الثالثة.
قوله : ولا توجد الا فى الاذهان ـ اشارة الى الخصوصية الاولى.
ثم ان للماهية بشرط لا معنى آخر وهو ان يعتبرها العقل مستقلة بالوجود عما معها من الفصول والعوارض المحصلة لها لا محذوفا عنها جميع ما عداها والماهية بهذا الاعتبار مادة وجزء للمركب منها ومن الفصل او العارض وموجودة بالوجود الذهنى بالذات وبالوجود الخارجى بالعرض ولا تكون مقولة على المجموع لانها لوحظت مستقلة بالوجود والحمل يستدعى الاتحاد فى الوجود وما يكون معها من الفصول والعوارض زائد عليها بمعنى انها ليست متحدة معها فى الوجود باللحاظ العقلى وان كانت متحدة بحسب الواقع فهذا المعنى والمعنى الاول مشتركان فى عدم المقولية على المجموع وفى كون غيرها زائدا عليها الا ان الغير فى المعنى الاول جميع