فى المنطق واذا نسب الى حصة النوع من الجنس يقال له المقوم أيضا بمعنى علة التحصل وهذا الاطلاق قليل فى المنطق كثير فى الفلسفة ، والجنس بالاعتبار الثانى له شبه بالمادة أيضا فى ان كلا منهما جزء المركب ، فلذا قال الشارح رحمهالله : وجد الجنس اشبه بالمادة من الفصل وانما قال اشبه لان الفصل له أيضا شبه بالمادة فى ذلك ، ولكن شبه الجنس اكثر لانه شبيه بها من ثلاثة وجوه والفصل شبيه بها من وجه واحد هو الجزئية للمركب ، وانما قلنا من ثلاثة وجوه لان الجنس بالاعتبار الثالث أيضا له شبه بها فى انها كالجنس تصير مع انضمام صورة معينة حقيقة معينة من حقائق المركبات ؛ والمادة تلك الحقيقة بالقوة كما ان الجنس ذلك المركب بالقوة.
قول الشارح : والفصل اشبه بالصورة منه ـ اى من الجنس ، قس اشبهية الفصل باشبهية الجنس فى جميع ما ذكرنا فيها.
قوله : الى الجنس المطلق ـ اشارة الى الاعتبار الاول لان الجنس بذلك الاعتبار مطلق مقسم للانواع المتخالفة والفصل مقسم له.
قوله : اعنى الجنس المقيد ـ اشارة الى الاعتبار الثالث بحسب نسبة الفصل الى المجموع الّذي هو الجنس المأخوذ مع الفصل وهى نسبة التقويم بمعنى الجزئية.
قوله : والى حصة النوع الخ ـ اشارة الى الاعتبار الثالث بحسب نسبة الفصل الى الجنس الّذي هو حصة النوع وهى نسبة التقويم بمعنى العلية ، وليس فى كلامه اشارة الى الاعتبار الثانى لعدم الاحتياج إليه هنا.
قوله : كان الجنس مساويا للفصل ـ لانه فرض علة للفصل ولا يمكن ان يكون العلة اعم بل يكون مساويا او اخص.
قوله : على ما تقدم ـ فى ذيل قول المصنف آنفا : فيعرض لها الجنسية والفصلية ، او فى منطق هذا الكتاب.
قوله : لم يكن له فصل ـ لانه لم يشارك غيره فى ذاتى حتى يحتاج الى فصل يميزه عما يشاركه فيه ، بل هو منفصل بذاته عن غيره وان كان مشاركا له فى الوجود ، فالاجناس العالية التى لم يكن فوقها جنس متمايز بعضها عن بعض بذاته