قوله : واذا قيد العدم الخ ـ يعنى اذا كان محمول القضية عدم ملكة كقولنا : زيد لا كاتب سميت معدولة ، وهذه القضية تقابل الوجودية اى القضية الموجبة التى محمولها تلك الملكة مع وحدة موضوعهما كقولنا : زيد كاتب فى الصدق لا فى الكذب لجواز ارتفاعهما اذا كان الموضوع معدوما فيصدق عند عدم الموضوع مقابلاهما اى السالبتان اللتان تقابلانهما وهما زيد ليس بلا كاتب وزيد ليس بكاتب لان صدق السالبة لا يستلزم وجود الموضوع بخلاف الموجبة فان المعدولة كالمحصلة موجبة.
قوله : وقد لا يستلزم الخ ـ يعنى وقد لا يستلزم الموضوع شيئا من الضدين فحينئذ اما ان يتصف باحدهما كالنفس اذا اتصفت بالعلم او بالجهل المركب فى عقد واحد واما ان لا يتصف ففى هذه الصورة اما ان يكون خاليا من الطرفين والوسط كالفلك الخالى من غاية الحرارة وغاية البرودة والمتوسط بينهما واما متصف بالوسط كالماء الفاتر.
قوله : وهو منفى عن الاجناس ـ لانه يمتنع كون جنسين فى مرتبة واحدة وما يكون تحت غيره لا يضاده بل يجامعه.
ان قلت : يمكن ان يكون جنس من مقولة يضاد جنسا من مقولة اخرى ، قلت : هذا منفى بالاستقراء.
قول الشارح : لانهما ليسا جنسين ـ لانهما عنوانان ينتزعهما العقل من الامور المختلفة التى ليست مشتركة فى ذاتى ، مع ان كلا منهما مفهوم مشكك فليس بجنس لان جنس الشيء ذاتى له والذاتى لا يقع فيه التشكيك.
قوله : ولا ضدين من حيث ذاتيهما ـ اى ان الخير والشر من حيث هما هما بينهما تقابل العدم والملكة لان الخير يرجع الى الحيثية الوجودية فى الشيء والشر يرجع الى الحيثية العدمية فيه كما بين فى المسألة السابعة من الفصل الاول ، ومن هذا يتضح ان بين مصاديقهما أيضا تقابل العدم والملكة ، اللهم الا ان يكونا اضافيين.
قوله : بل تقابلهما من حيث الكمالية والنقص ـ اى تقابل الخير والشر من