تجرده عن المادة وقيامه بذاته يتحيث بحيثية تعقله لذاته وبلحاظ انه يعقل ذاته ويعقل ان ذاته ليست بذاتها بل بغيرها يعقل مبدئه.
قوله : ويصدر عنه باعتبار كل جهة شيء ـ هذا بحسب النظر البادى ، واما اصحاب هذه المقالة فيقولون ان الصادر منه اثنان عقل وفلك والفلك له جزءان صورة ومادة ويرجعون الحيثيات الست الى حالات ثلاث ويعبرون عنها بالتثليث الموجود فى العقل الاول كل حالة مبدأ لواحد من تلك الثلاثة على التفصيل فى كتبهم.
قوله : لانها امور اعتبارية ـ لكنها ليست اعتبارية صرفة بحيث لو لم يعتبرها معتبر لم يكن لها تحقق فى نفس الامر ، بل هى حيثيات متحققة فى ذات الصادر الاول يتكثر بتكثرها يمكن ان يكون بكل حيثية مبدأ لصدور شيء منه ، بخلاف الواجب تعالى فانه ليس فيه هذه الحيثيات.
قوله : مساوية لغيرها ـ اى مساوية لغيرها من الاعتباريات.
قوله : ولا تكون شروطا فيه ـ اى لا تكون تلك الامور فى الصادر الاول حيثيات حقيقية توجب فيه تكثرا حقيقيا حتى يصير مبدأ للكثير ، والجواب ان الحيثيات حقيقية مكثرة وان لم تكن اجزاء ، الا ترى ان النفس تصدر عنها افعال مختلفة من حيثيات مختلفة مع انها بحقيقتها بسيطة لا تركيب فيها.
قوله : ان مع وحدة المعلول تتحد العلة ـ اى لا يصدر الواحد الا عن الواحد وهذا عكس قولنا : لا يصدر عن الواحد الا الواحد فلا يجتمع على الاثر الواحد الشخصى مؤثران مستقلان.
قول المصنف : وفى الوحدة النوعية لا عكس ـ اعلم ان العلة لا تكون الا شخصا موجودا وكذا المعلول لان الكلى من حيث هو هو لا يصلح للعلية والمعلولية ، ولكن يمكن ان يكون اشخاص مختلفة بالنوع عللا لاشخاص متفقة بالنوع لان المعلول لازم للعلة واللازم يمكن ان يكون مشتركا ، ولا يمكن ان يكون اشخاص متفقة بالنوع عللا لاشخاص مختلفة بالنوع لان العلة ملزوم للمعلول والملزوم لا يمكن ان يكون مشتركا لان المشترك يمكن انفكاكه عن الخاص وتحققه فى خاص