الجسم الحاوى المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوى كالسطح الباطن من الكوز المماس لاطراف الماء والسطح الباطن من الفلك المماس للسطح المحدب من الفلك الّذي تحته وكسطح الهواء المحيط بالاجسام الواقعة فيه المماس لظواهرها من الانسان والحيوان والاشجار والاحجار.
وفى قبال هذا القول قول بان المكان هو البعد الممتد من كل نقطة فى ذلك السطح المحيط الى مقابلتها فى جميع الاطراف بحيث يساوى هذا البعد الكمية السارية فى الجسم المتمكن ، وهذا القول ينشعب منه قولان : قول بان البعد الّذي هو المكان امر موهوم غير موجود فى الخارج بل الوهم يفرضه كذلك وإليه ذهب المتكلمون ، وقول بانه امر موجود فيه وإليه ذهب افلاطون والاشراقيون واختاره المصنف.
قول الشارح : افلاطون ـ قال ابن النديم فى الفهرست من كتاب فلوطرخس : افلاطون بن ارسطن ، ومعناه الفسيح ، وذكر ثاون ان اباه يقال له اسطون ، وانه كان من اشراف اليونانيين ، وكان فى قديم امره يميل الى الشعر فاخذ منه بحظ عظيم. ثم حضر مجلس سقراط فرآه يثلب الشعر فتركه ثم انتقل الى قول فيثاغورس فى الاشياء المعقولة ، وعاش فيما يقال احدى وثمانين سنة ، وعنه اخذ ارسطاليس ، وخلفه بعد موته ، وقال اسحاق : انه اخذ عن بقراط ، وتوفى افلاطن فى السنة التى ولد فيها الاسكندر ، وهى السنة الثالثة عشرة من ملك لاوخوس ، وخلفه ارسطاليس ، وكان الملك فى ذلك الوقت بمقدونية فيلبس ابو الاسكندر ، من خط إسحاق : عاش افلاطون ثمانين سنة. ما الفه من الكتب على ما ذكر ثاون ورتبه : كتاب السياسة فسره حنين بن إسحاق ، كتاب النواميس نقله حنين ونقله يحيى بن عدى. قال ثاون : وفلاطن يجعل كتبه اقوالا يحكيها عن قوم ، ويسمى ذلك الكتاب باسم المصنف له ، فمن ذلك : قول سماه تااجيس فى الفلسفة ( اى كتاب سماه كذا ) ثم عدّ كتبه المسماة باسماء الذين صنفها لهم بهذا النحو نحو ثمانية وثلاثين كتابا ، ثم قال : قال إسحاق الراهب : عرف فلاطن وشهر امره فى ايام ارطخشاشت المعروف