بالطويل اليد. قال محمّد بن إسحاق : هذا الملك من الفرس ، ولا معاملة بينه وبين فلاطن وهو كستاسب الملك الّذي خرج إليه زرادشت والله اعلم.
قول الشارح : والامارات المشهورة فى المكان من قولهم الخ ـ اى الامارات التى فى السنة الناس كافة العالمين منهم والجاهلين وهى اربع :
الاولى انهم يقولون ان الماء فى الكوز وان الطائر فى الهواء ، فاذا سئلوا عن تفسير قولهم هذا يفسرونه بفطرتهم وبداهة عقولهم بان الماء فيما بين اطراف الكوز ، ولا ريب انهم يريدون باطراف الكوز اطرافه الداخلة وما بين اطرافه الداخلة هو البعد الممتد فى داخله لا السطح الباطن اذ هو عين الاطراف لا ما بينها ، ولازم هذا ان يتداخل المكان والكمية السارية فى المتمكن بخلاف القول بالسطح فانه لا يلزم منه تداخل.
الثانية انهم يقولون ان المكان والمتمكن متساويان فى المقدار ولا شبهة فى ان تساوى المقدار انما يقال ويقاس بين خط وخط آخر او بين سطح وسطح آخر او بين بعد سار فى جسم وبعد سار فى جسم آخر لا بين خط وسطح او سطح وبعد سار ، ولازم هذا ان يكبر كل من المكان والمتمكن بكبر الاخر ويصغر بصغره وان يستحيل حصول جسمين معا فيما يشغله احدهما ، وهذان اللازمان اعم لان القول بالسطح ملزومهما أيضا.
الثالثة انهم يقولون ان المكان خلا من المتمكن وان المكان امتلى من المتمكن ولا شبهة فى ان الخلوّ والامتلاء انما يصح ان يقال للفضاء لا لاطراف الفضاء ، ولازم هذا امكان حركة المتمكن حركة اينية فى امكنة متعددة فيما اذا كان الجسم المحيط به مائعا ، وهذا اللازم أيضا اعم لان الجسم المتحرك كما يتبدل عليه بعد بعد بعد كذلك يتبدل عليه سطح بعد سطح.
الرابعة انهم يقولون ان هذا الجسم هنا وذلك الجسم هنالك ، ولا شبهة فى ان هذه الاشارة انما هى الى المكان وصحة هذه الاشارة لا تتوقف على ان يحيط جسم بالجسم المشار الى مكانه ، ولازم هذا ان يكون لكل جسم مكان بخلاف القول بالسطح