الثانى يختص بما يضادها فى الكيفية ، وهكذا سائر العناصر
فالحق كما يأتى التصريح به فى كلام الشارح فى المسألة الخامسة من مبحث الكيف فى الفصل الخامس ان الفاعل هو الصورة وهى كما تؤثر فى مادة نفسها تؤثر فى مادة غيرها ، والمادة واحدة تقبل الاثر من اى مؤثر كان ، والمنفعل هو المادة لانها تقبل اثر الصورة ، والكيفية اثر صادر من الصورة واصل بالمادة ، وكسر سورة كل من الكيفيتين المتضادتين تفعله صورة مقابلتها ، ولا يمكن ان تكون الكيفية كاسرة السورة لما مرّ ، بل الكسر يقع بالكيفية لا من نفسها بل مما هو فاعل الكيفية وهو الصورة ، فالكيفية آلة ، والصورة معطية الكيفية للمادة وكاسرة سورة الكيفية المضادة لكيفيتها ، والمادة منفعلة فى نفسها اى قابلة للكيفية من الصورة ومنفعلة فى كيفيتها اى تستحيل كيفيتها من مرتبة قوية الى مرتبة ضعيفة ، والكيفية مفعولة ومقبولة وآلة لكسر السورة ، والصورة كالمادة من حيث هى صورة باقية بحالها أولا وآخرا والتغير للكيفية.
واما الاشكال الّذي اورده الشارح العلامة على القول بكون الفاعل هو الصورة فغير وارد لان قبول مادة الماء للحرارة لا يستلزم وجود صورة تقتضى الحرارة بل يستلزم وجود الحرارة باى محل قامت سواء كان مادة صورتها او مادة غير صورتها والصورة المائية المكيفة مادتها بالحرارة بالعرض كافية للفعل والتأثير لان الاعطاء كما يمكن من الواجد بالاستقلال يمكن من الواحد تبعا وبالعرض.
قوله : عارض ينتهى بها ـ اى عارض ينقل حرارة النار من حدها الى حد اضعف هو حدها حين كونها جزءا من المركب.
قوله : وابطله الشيخ الخ ـ توضيحه ان بطلان الصورة وحدوث صورة اخرى فساد وكون لا مزاج لانه انما يكون عند بقاء الممتزجات باعيانها مع ان عروض العارض على العنصر بانفراده واحالة كيفيته الى كيفية اخرى امر ممكن واقع ولكن ذلك لا يستفيض صورة مركبة حتى يصير لحما او غيره لان ذلك يتوقف على حصول مزاج مستعد لها وحصول المزاج انما هو بتركيب العناصر.