هو من جهة الفاعل ودار فى ألسنتهم ان الماهيات ثابتات ازلية وليس هذا الثبوت عندهم من جاعل ولا بتبعية وجود شيء اخر وبهذا يفترقون عن الصوفية حيث يقولون ان الماهيات لها ثبوت فى علم الله تعالى ازلا تبعا لوجود اسمائه وصفاته واصطلحوا على انها اعيان ثابتة على ما فصل فى كتبهم وهذا القول من المعتزلة بديهى البطلان اذ الماهية بنفسها ليست الا اياها ومن قال خلاف ذلك فقد كابر عقله وادعى امرا منكرا عند العقول نعم هاهنا شيء هو ان لفظ الموجود عند العرف ينصرف الى الموجود فى الخارج بل اذا اريد الموجود فى الذهن احتيج الى تنبيه وقرينة ولفظ الشيء يستعمل عندهم فى الماهية باعتبار ثبوت ما اعم من الثبوت الذهنى والخارجى كما يقال عندى شيء فلذلك لا يفيد قولنا الماء شيء مثلا فائدة قولنا الماء موجود ولكن لا شيء من ذلك يفيد اولئك الجماعة فى مذهبهم شيئا اذ الموجود الخارجى له ثبوت خارجى والموجود الذهنى له ثبوت ذهنى ولا شيئية ولا ثبوت للماهيات غير هذين الثبوتين حتى يدعى ان لها ثبوتا وشيئية ازلا ففى اى صقع تحققت الشيئية للماهية فهى وجودها ولا يتصور لها شيئية غير الوجود.
قوله : على ما يأتى ـ فى المسألة الثالثة والاربعين.
قول المصنف : وانحصار الموجود ـ عطف على قوله اثبات القدرة والواو التى بعد القدرة بمعنى مع اتى بها لئلا يتكرر لفظ مع وحاصل كلامه دليلان الاول قوله اثبات القدرة مع انتفاء الاتصاف والثانى قوله انحصار الموجود مع عدم تعقل الزائد والواو التى قبل انحصار الموجود عطفت الدليل الثانى على الاول فلا وجه لقول الشارح رحمهالله وانحصار الموجود عطف على الانتفاء لان انحصار الموجود الخ الّذي هو دليل مستقل اذا عطف على الانتفاء صار من تتمة الكلام الاول فلا يكون مستقلا اذا المعطوف والمعطوف عليه فى حكم واحد والعجب انه جرى فى مقام التفسير على ذلك حيث قال ومع انحصار الموجود اذ تكرار مع يدل على عطفه على ما يدخل عليه مع أولا وهو اثبات القدرة وحاصل الدليل الثانى ان لازم كلامهم ثبوت اشخاص غير متناهية من كل نوع فى الازل كما يأتى فى المسألة الثالثة عشرة