قوله : وتقرير هذه الحجة ان النفوس الخ ـ هذه الحجة تنفى ما عدا القول بحدوث النفس مع حدوث البدن والقول بحدوثها بحدوثه الّذي هو مذهب صاحب الاسفار.
قوله : لزم اتصاف كل واحد بالضدين ـ الاولى ان يقال : لزم اتصاف الواحد بالضدين لان المتصف بالمتضادين هو النفس الواحدة فيهما بل فى جميع افراد الانسان ، والحاصل ان النفس الانسانية لو كانت واحدة فى جميع الافراد لزم ان تتصف فى زمان واحد بالعلم ومقابله والإرادة ومقابلها والجبن ومقابله والسخاوة ومقابلها والرحم ومقابله والعداوة ومقابلها وهكذا اذ نرى بالحس والوجدان ان افراد الانسان متصفون بهذه المتضادات بعضهم ببعضها فى زمان واحد والتالى باطل بالضرورة
قوله : والاول باطل أيضا لانها لو تكثرت الخ ـ توضيحه ان النفس الانسانية المتكثرة فيما لا يزال اما ان كانت متكثرة فى الازل وهذا خلاف المفروض لان المفروض انها واحدة فى الازل واما ان تكثرت بعد ان كانت واحدة فى الازل وهذا محال اذ لا يمكن الا بان يبطل وينعدم النفس الاولى الواحدة وتحدث نفوس اخر كثيرة وهذا محال لما عرفت فى المسألة السابعة والاربعين من الفصل الاول من المقصد الاول من ان القديم لا يجوز عليه العدم ، مع ان هذا قول بحدوث هذه النفوس التى يكون النزاع فيها.
ان قلت : ان تكثر الواحد لا يستلزم انعدامه كما فى الحقيقة النوعية المتكثرة بالافراد وكما فى المادة المتكثرة بالصور ، قلت ان الواحد ان كان له وجود لنفسه وبالاصالة فى الخارج ينعدم بزوال وحدته لان الوحدة الحقيقية تلازم الوجود الحقيقى بل هو عينها ، وما مثلت به من الحقيقة النوعية والمادة لا وجود له بالاصالة ولنفسه فى الخارج.
قوله : اما ان كانتا حاصلتين قبل الانقسام ـ اى قبل انقسام النفس الواحدة ، ومعنى الكلام ان كون الكثرة موجودة للنفس حين كونها واحدة.
قوله : حدثتا بعد الانقسام ـ اى حدثت الكثرة بعد ان انقسمت النفس