قوله : فاستدلوا بانها لو عدمت لكان امكان الخ ـ هذا بيان لكبرى قياس هو ان النفس مجردة لما مر فى المسألة الخامسة وكل مجرد يمتنع عليه العدم ، وتوضيح ذلك يستدعى رسم امور :
الاول انك قد علمت الفرق بين الامكان الذاتى والامكان الاستعدادى وانه غير الاستعداد فى المسألة الثانية والثلاثين من الفصل الاول من المقصد الاول
الثانى ان فساد الموجود امر متجدد حادث فى الزمان وكل متجدد حادث كذلك كونا كان او فسادا مسبوق بحامل استعداد لذلك الكون او الفساد ، اما الصغرى فظاهرة واما الكبرى فلان المتجدد لو لم يكن مسبوقا بحامل استعداد ولم يكن امكانه مقيدا به لما كان متجددا بل كان دائميا اذ لا وجه لتجدد الممكن الا تقيد امكانه بشيء سابق عليه.
الثالث لو عرض الفساد على المجرد لكان فساده امرا متجددا فله حامل استعداد وحامل استعداد الفساد اما ذاته واما غيره ، الاول محال لان حامل استعداد الشيء حين عروض الفساد عليه يجب ان يكون موجودا فالشيء لو كان هو بنفسه حامل فساده لما بقى حين عروض الفساد عليه فلا يكون حامل فساده فبقى ان يكون غيره ، فذلك الغير اما امر اجنبى عنه واما تابع من توابعه فعلا او لازما او عارضا واما فاعل له واما موضوع له واما مادة له لا طريق الا الى الاخير فيكون للمجرد لو عرض عليه الفساد مادة وكل ما له مادة فهو مادى فلزم ان يكون المجرد ماديا مركبا وهذا خلف
قوله : لان القابل يجب وجوده مع المقبول ـ سواء كان المقبول كون شيء او فساده ، وهذا اشارة الى ما قلنا من ان حامل استعداد الشيء حين عروض الفساد عليه يجب ان يكون موجودا اذ لو لم يكن موجودا لما كان قابلا لكون ذلك الشيء او فساده مع انه قابل له
قوله : ولا يمكن وجود النفس مع العدم ـ اى مع عروض العدم والفساد عليها فلا تكون حاملة استعداد فسادها كما بينا.