الا وسع الى الخارج وفى طوله فرجة والتواء.
قول الشارح : ذهب قوم الى ان السمع الخ ـ لا شبهة ان السمع انما يتعلق بالصوت وسيأتى بيان حقيقة الصوت فى الفصل الخامس فى مبحث المسموعات إن شاء الله تعالى ، واختلف فى ان هذا التعلق لوصول الصوت بسبب الهواء الى السامعة او لتعلقها به مع كونه بعيدا عنها ، وذكرت للمذهب الاول أمارات :
الاولى ادراك الجهة التى يتكون فيها الصوت وادراك قربها وبعدها ولو لا وصول الصوت من تلك الجهة الى السامعة لما ادركت الجهة وقربها وبعدها ، وصاحب الشوارق ذكر هذه الامارة للمذهب الثانى ، والحق ان المذهبين مشتركان فيها.
الثانية تأخر السماع عن الابصار كما جرّب ان من ضرب فأسا على خشب من بعيد رأى ضربه قبل سماع صوته بزمان وهذا الزمان هو زمان حركة الصوت من موضع تكونه الى السامعة فلو كان السماع بنفس تعلق الحاسة بالصوت لما تأخر عن الرؤية.
الثالثة من وضع فمه على طرف انبوبة ووضع انسان آخر اذنه على طرفه الاخر وتصوّت فيها بصوت عال سمعه ذلك الآخر دون غيره من الحاضرين فلو لم يكن لوصول الهواء المنضغط دخل فى السماع لكان الباقون سامعين لذلك الصوت أيضا.
الرابعة ان الصوت يميل مع الريح لان الصوت يسمعه الانسان الّذي يكون فى جهة تهب الريح إليها دون من هو فى الجهة المقابلة لها وما ذلك الا لان الهواء يوصل الصوت إليه ولا يوصله إليه.
قوله : وفيه نظر لان الصوت الخ ـ الجواب ان الجدار يتكيف بالصوت كالهواء ولا يلزم نفوذ الهواء فيه مع انه ممكن ، واشكال الحروف والكلمات ليست كالاشكال المرئية حتى يمتنع بقائها عند تغير الجسم المتكيف بها ، واطلاق الشكل عليها على سبيل التجوز.