ولكن هذا لا يوجب التضاد بينهما لان المتضادين كما يمتنع حلولهما فى محل واحد معا يمتنع عروض احدهما على الآخر.
قول المصنف : ويوصف بالزيادة الخ ـ قال صاحب الشوارق والسبب فى ذلك هو ان الشدة عبارة عن بعد احد الضدين عن الضد الاخر والضعف عبارة عن قربه منه كما يقال هذه الحرارة اشد من تلك الحرارة فان معناه ان هذه الحرارة ابعد بالقياس الى البرودة من تلك الحرارة وتلك الحرارة اقرب الى البرودة من هذه الحرارة وكذا الحال فى قولنا هذا السواد اشد من ذلك السواد فان معناه ان هذا ابعد من البياض وذلك اقرب إليه الى غير ذلك من الامثلة فتحقق الشدة والضعف فى شيء فرع تحقق التضاد فيه بخلاف الزيادة والكثرة ومقابليهما فتدبر.
قول الشارح : والفرق بين الشدة الخ ـ توضيحه ان الكثرة والقلة تتحققان بالنسبة الى العدد اى يوصف العدد بهما فيقال هذا العدد كثير وذلك العدد قليل ، والزيادة والنقصان يتحققان بالنسبة الى الكم المتصل فيقال مثلا هذا الخط زائد وذلك الخط ناقص ، وكل نوع من انواع الكم المتصل يعتبر الزيادة والنقصان بين افراده لا بالنسبة الى نوع آخر فلا يقال هذا الخط زائد على ذلك السطح وهكذا السطح والجسم ، بل يقال هذا الخط زائد على ذلك الخط وهذا السطح زائد على ذلك السطح وهذا المقدار من الجسم زائد على ذلك المقدار من الجسم وهذا الزمان زائد على ذلك الزمان ، وكذا من جانب النقصان ، ففى ذلك كله يكون حقيقة الزائد والناقص واحدة خطا او سطحا او جسما ، وكذا القليل والكثير فى العدد ، فمراده بالاصل الموجود هو معروض القلة والكثرة ومعروض الزيادة والنقصان فان العدد القليل والعدد الكثير حقيقة واحدة وكذا الخط الزائد والخط الناقص حقيقة واحدة وهكذا السطح الزائد والناقص والجسم الزائد والناقص.
اقول : هذا صحيح فى غير العدد اذ قد مر فى المسألة العاشرة من الفصل الثانى من المقصد الاول ان مراتب الاعداد انواع مختلفة.
قوله : بخلاف الشدة ـ اى ليس حقيقة الشديد والضعيف واحدة فان الشديد