كثيرا بحسب الاختلافات الحاصلة فى الاجسام من الصغر والكبر واللين والصلابة والميعان واليبوسة والبلة والجفاف والخفة والثقل والتكاثف والتخلخل والبساطة والتركيب وغيرها مما لا نحصيه ، فتأمل فى محال الاصوات المختلفة ، ومن ذلك لا يجب قيام الصوت بالهواء او بالجسم المائع كما هو ظاهر كلمات القوم ، بل يقوم بكل جسم كان ، وبذلك يندفع كثير اشكال فى السمع والمسموع ، والشاهد على ما قلنا انك قد تسمع صوتا شديدا او ضعيفا وليس هناك تموج معلول لقرع او قلع بعنف ومقاومة كالصوت المسموع من المزمار المنفوخ فيه والصوت المسموع من الزق المنفوخ فيه الّذي تقع فيه ثقبة وتخرج منه الريح ، وليس لصرف التموج علية للصوت كما هو ظاهر لمن يحرك يده فى الهواء ، فالصوت فى المثالين معلول للهواء الخارج بضغط من الزق والمزمار ، ويؤيد المطلب بانه يحدس ان انسانا لو دخل جوف صندوق من نحاس او صفر او حديد ضخيم الجدار وكان ثابتا فى الارض جدا بحيث لا يتحرك اصلا ولم يكن له ثقبة وفرجة الى الخارج حتى من بابه وبقى فيه حيا زمانا ما وضرب آخر مدقة عليه من الخارج لسمع صوتا وليس بين صماخه ومحل القرع جسم مائع متموج يحمل الصوت فحامل الصوت جدار الصندوق.
قول الشارح : جوهر ينقطع بالحركة ـ اى جسم ينفصل عن الجسم المتحرك بالشرائط التى تجب فى تكون الصوت ، كما قيل فى الرائحة من انها اجزاء متحللة منفصلة من الجسم ذى الرائحة على ما مر فى المسألة الثالثة عشرة من الفصل الرابع.
قول المصنف : فى الخارج ـ متعلق بالحاصلة اى ومن الكيفيات المحسوسة المسموعات وهى الاصوات الحاصلة فى خارج الصماخ خلافا لقوم ذهبوا الى انه انما يحصل عند الصماخ.
قول الشارح : خلافا للكرامية ـ قال الشيخ فخر الدين الطريحى رحمهالله فى مجمع البحرين : كرام بفتح الكاف والتشديد والد ابى عبد الله محمّد بن عبد الله بن المشبه الّذي اطلق اسم الجوهر على الله تعالى وانه استقر على العرش والكرامية