تعالى عند الاشاعرة دائما مؤثرة سواء كانت لفعله او لفعل العبد وقدرة العبد دائما كاسبة بالمعنى الّذي ذكر ، والاشعرى اخذ هذا الاصطلاح من كتاب الله العزيز تعالى حيث عبر عن فعل العبد فى آيات كثيرة بالكسب كما فى قوله تعالى : ( لَها ما كَسَبَتْ ) ، واخترع هذا القول لدفع الشناعات اللازمة عليه من القول بالجبر لكنه فرار من المطر الى الميزاب ، والآن لا تعرض لنا لبيان فساد هذا القول وشناعته بل عدم معقوليته.
اذا علمت هذا فالاشعرى يقول ان اجتماع القادرين بقدرتين مؤثرتين على وقوع فعل واحد شخصى ممتنع لان القدرة المؤثرة ليست عنده الا واحدة ، وغيره يقول ذلك أيضا لما ذكره الشارح العلامة ، وكذا اجتماع القادرين عليه بقدرتين كاسبتين أيضا ممتنع عنده لان قدرة العبد وان كانت غير مؤثرة الا ان لها تعلقا ما بفعل يحدث فى محلها فلا يتعلق قدرة زيد بفعل شخصى حدث فى عمرو ، واما اجتماع القادرين بقدرتين إحداهما مؤثرة والاخرى كاسبة على فعل شخصى فجائز عند الاشعرى ،
قوله : والدليل عليه انه الخ ـ توضيحه ان الفعل الواحد الشخصى لو فرض وقوعه بقادرين فاما ان لا يحتاج إليهما وهو خلاف الفرض ، او يحتاج الى واحد منهما فقط وهو المطلوب ، او يحتاج الى كل واحد منهما فاما ان يستقل كل واحد منهما فى التأثير أو لا والثانى خلاف الفرض والاول يستلزم استغنائه بكل واحد عن كل واحد لان المفروض ان كل واحد يكفى فى صدور الفعل وحيث لا رجحان لاحدهما على الاخر لزم استغنائه عن كليهما وهذا خلف ، وهذه المسألة من جزئيات مسألة امتناع اجتماع العلتين التامتين على معلول واحد شخصى وهى المسألة الثالثة من الفصل الثالث من المقصد الاول.
قول المصنف : ولا استبعاد فى تماثلها ـ اى فى تماثل افراد القدرة لشخص واحد او لشخصين واكثر ، والشارح العلامة فرض الكلام فى شخصين وهو احسن مما صنع غيره من فرض فردين من القدرة لشخص واحد.
قوله : لان التماثل فى المتعلق الخ ـ يعنى ان التماثل فى المتعلق ( بكسر