ذلك كله ، نعم للنفس فضائل ورذائل يقال لها سليمة ومريضة باعتبارهما وموضع البحث عنهما علم الاخلاق وما نحن فيه هو المبحوث عنه فى الطب.
قوله : فالصحة ان دخلت فى الحال او الملكة الخ ـ الحال والملكة كلاهما من حقيقة واحدة هى الكيفية النفسانية والفرق بينهما بالرسوخ وعدمه كما مر بيانه فى المسألة الحادية عشرة ، والترديد من الشارح لوقوعه فى كلام الشيخ فى القانون حيث عرفها بانها ملكة او حالة يصدر عنها الافعال من الموضوع لها سليمة بخلاف تعريف الشفاء كما ذكره الشارح العلامة هنا ففيه لم يذكر الحال.
قال صاحب الشوارق : وليست كلمة او للترديد المنافى للتحديد بل للتنبيه على انها تكون من القبيلتين وهذا معنى ما قال الامام لا يلزم من الشك فى اندراج الصحة تحت الحال او الملكة شك فى شيء من مقومات الصحة بل فى بعض عوارضها لان المخالفة بين الحال والملكة انما هى بعارض الرسوخ وعدمه ، ثم قال والمرض قد عرفه الشيخ فى القانون بانه هيئة مضادة للصحة اى ملكة او حالة تصدر عنها الافعال من الموضوع لها غير سليمة انتهى.
وحاصل كلام الشارح ان الصحة والمرض لو كانا متضادين لكانا داخلين تحت جنس واحد هو الكيفية النفسانية المنقسمة الى الحال والملكة كما وقع فى كلام الشيخ ولكن ليس الامر كذلك لان المرض اما عدمى ليس داخلا تحت مقولة واما وجودى وهو اما من الكيفيات المحسوسة الفعلية او من مقولة ان ينفعل او من مقولة الكم او الوضع او من الكيفيات المختصة بالكميات.
قوله : سوء المزاج ـ قد علمت فى المسألة الرابعة والعشرين انه اما متفق واما مختلف.
قوله : فسوء المزاج ان كان هو الحرارة الخ ـ الترديد ليس للشك بل للتخيير لان سوء المزاج سواء كان مختلفا او متفقا انما يحصل بعروض كيفية مضادة لمزاج العضو فلا محالة ينفعل العضو بها فلك الخيار فى ان تطلق سوء المزاج على نفس تلك الكيفية العارضة على العضو او على ذلك الانفعال الحاصل له ، ولا يخفى