ثم ان هذه الخاصة لا تختص بالمضاف المشهورى بل تأتى فى المضاف الحقيقى أيضا ( وفاقا للشارح العلامة والشارح القديم وخلافا للشارح القوشجى حيث قال : واما المضاف الحقيقى فلا نسبة فيه حتى يتصور فيه الانعكاس اذ لا يقال الابوة ابوة للبنوة ، وصاحب الشوارق حيث قال : وهذه الخاصة انما هى للمضاف المشهورى فقول المصنف ويجب فيه اى فى المضاف المشهورى او فى المضاف مطلقا لكن باعتبار تحققه فى المشهورى ) لان الانعكاس فى المضاف المشهورى انما هو باعتبار المضاف الحقيقى فكما يصح ان يقال : الأب اب للابن يصح ان يقال الابوة ابوة للبنوة لا نرى بينهما فرقا الا ان الأب ينسب الى الابن بالإضافة العارضة عليه والابوة تنسب الى البنوة بنفسها مع ان ما ذهبا إليه مخالف لظاهر المصنف لان الضمير فى قوله : ويجب فيه الانعكاس والتكافؤ يرجع الى المضاف فى صدر كلامه لان التكافؤ يكون فيه لا فى المشهورى فقط بالقطع والاتفاق فوحدة السياق تقتضى ان يكون الانعكاس فيه أيضا.
قوله : والتكافؤ ـ يعنى ان المضافين سواء كانا حقيقيين او مشهوريين يكونان معا فى الوجود والعدم فلا يعقل ان يكون الأب موجودا من دون الابن او الابوة موجودة من دون البنوة سواء كان الوجود بحسب الخارج او بحسب الذهن فان المتقدم بالزمان المضاف الى المتأخر بالزمان قد لا يجتمع معه فى الخارج اذ من الممكن ان يكون المتأخر موجودا الآن والمتقدم قد فنى قبل زمان طويل كالأناسي الموجودين فى هذا الزمان بالنسبة الى الاناسى الموجودين فى زمان نوح على نبينا وآله وعليه السلام وان العالم المضاف الى المعلوم قد لا يجتمع معه فى الخارج اذ من الممكن ان يكون العالم موجودا والمعلوم لم يوجد وسيوجد بعد زمان طويل كالعالم بالخسوف الّذي يقع بعد شهور او كالعالم باعادة الاموات يوم الحشر بعد دهور كما يمكن ان يكون المتضائفان كلاهما معدومين فى الحال ، ولكن لا بد ان يجتمعا فى الذهن حتى يتضايفا ، بل المتضائفان الموجود ان فى الحال سواء كانا حقيقيين او مشهوريين من حيث هما متضائفان انما هما موجودان بحسب الذهن لان الاضافة