والتغير فى عارض من عوارضه لا فى جوهريته والثانى يستلزم ان يكون التغير كونا وفسادا لا حركة فالجوهر البسيط يفسد دفعة ويوجد دفعة لا تدرجا.
قوله : ومركباتها تعدم بعدم اجزائها ـ معناه انه ان وقعت الحركة فى الجوهر المركب فلا بد ان ينتقل من نوع الى نوع آخر وذلك لا يمكن الا بانعدام ذلك الجوهر وحصول جوهر آخر وانعدامه يتحقق بانعدام واحد من اجزائه البسيطة ولكن قد عرفت ان انعدام البسيط كوجوده دفعى لا تدريجى فانتقال الجوهر المركب من نوع الى نوع آخر دفعى لا تدريجى فلا حركة فى الجوهر
قول الشارح : اذ المتحرك باق الخ ـ قد مر هذا الاستدلال فى المسألة السادسة من الفصل الاول من المقصد الاول.
قوله : لان الانتقال من التبرد الخ ـ توضيحه ان معنى الحركة فى المقولة هو انتقال الجسم من فرد من تلك المقولة الى فرد آخر منها والتسخن هو توجه الجسم نحو السخونة والتبرد هو توجه الجسم نحو البرودة ، فالتبرد ان لم يكمل فالجسم بعد متوجه الى البرودة فلا معنى لانتقاله الى التسخن لان ذلك يستلزم ان يكون الجسم متوجها الى السخونة والبرودة معا وهو محال وان كمل التبرد فلا معنى أيضا لذلك بل الانتقال انما هو من البرودة الى التسخن لان بعد كمال التبرد قد انقطع التبرد وحصل البرودة التى هى اثر الفاعل فلو فرض انتقال للجسم فهو انما من البرودة لا من التبرد فالحركة فى الانفعال اى انتقال الجسم من فرد منه كالتبرد الى فرد آخر منه كالتسخن محال ، وكذا حال الفعل فى هذا المثال اى التسخين والتبريد.
قوله : التخلخل والتكاثف ـ يطلق التخلخل والتكاثف على معان ثلاثة : الاول رقة القوام وغلظه وهما من مقولة الكيف المحسوس ، والثانى الانتفاش وهو ان يتباعد اجزاء الجسم بعضها عن بعض بحيث يداخلها جسم غريب كما فى القطن المنفوش الّذي يداخل الهواء اجزائه عند النفش والاندماج وهو ان يتقارب اجزاء الجسم بحيث يخرج عن خلالها جسم غريب كما فى القطن الملفوف الّذي يخرج