عن خلال اجزائه الهواء عند اللفّ وهذان اى الانتفاش والاندماج يرجعان الى الحركة فى الاين بحسب اجزاء الجسم المنفوش او الملفوف والى الحركة فى الوضع بحسب مجموع الجسم ، الثالث ما ذكره الشارح العلامة الّذي يرجع الى الحركة فى الكم.
قوله : اما الاول فالمراد به الخ ـ وبعبارة اخرى التخلخل هو قبول المادة مقدارا وكمية اكبر من كمية اخرى والتكاثف قبولها مقدارا وكمية اصغر من كمية اخرى كالهواء فى داخل القارورة فان ذلك الهواء قبل المص متكاثف وبعد المص متخلخل.
قوله : بناء على ان المقدار امر زائد الخ ـ يعنى امكان هذا المعنى من التخلخل والتكاثف مبنى على ان يكون المقدار عرضا زائدا قائما بالجسم ويكون الجسم قابلا له بان يخلع مقدارا ويتلبس بمقدار آخر وذلك انما يكون اذا كان الجسم مركبا من الهيولى والصورة لان الهيولى قابل محض يتوارد عليه المقادير المختلفة لانه لا يقتضي بنفسه مقدارا معينا ويقبل كل مقدار يرد عليه بخلاف ما اذا كان الجسم بسيطا فانه يختص حينئذ كل جسم بمقدار لا ينتقل عنه الى مقدار آخر فزيادة الجسم او نقصانه انما يكون حينئذ بزيادة اجزاء جسمانية او نقصان اجزاء جسمانية ، وقد مر بيان هذا الاختلاف فى المسألة السابعة من الفصل الاول ، الا ان المصنف لم يلتفت الى هذا البناء اذ هو ليس قائلا بتركب الجسم من الهيولى والصورة واشار الى امكان هذا المعنى من التخلخل والتكاثف بوقوعه كما فى القارورة المكبوبة والانية المتصدعة.
قوله : ان القارورة اذا كبت على الماء الخ ـ اى ان القارورة بشرط ان يكون رأسها ضيقا جدا اذا مصت مصا شديدا بحيث يخرج منه بعض الهواء الّذي فيه وشدّ راسها بالاصبع لئلا يدخل فيها هواء آخر من الخارج وكبت على الماء دخل فيها الماء بخلاف ما اذا لم تمصّ فان الماء لا يدخلها ، وحينئذ فنقول دخول الماء لا يتصور الا بوجهين : احدهما ان القارورة اذا مصت وخرج منها الهواء بقى مكان الهواء الخارج