خاليا فدخل فيها الماء عند الكبّ وهذا محال لاستحالة الخلاء ، والثانى ان الهواء الباقى فيها بعد المص قبل مقدارا غير طبيعى اكثر من مقداره الاول الطبيعى بالتخلخل فاذا كبت القارورة على الماء عاد الى مقداره الاول شيئا فشيئا بالتكاثف الّذي يحصل من برودة الماء فدخلها الماء.
اقول : فيه نظر اذ ليس هذا سر دخول الماء فى صورة المص وعدم دخوله فى صورة عدم المص اذ لو كان دخول الماء بسبب تكاثف الهواء الباقى وعوده الى مقداره الاول امكن ان يدخل الماء بتكاثف الهواء من دون المص اذ كما امكن تكاثف الهواء الباقى ببرودة الماء امكن تكاثف مجموع الهواء ببرودته من دون ان اخرج بعضه بالمصّ.
قوله : مع ان الخلاء والملا الخ ـ اى مع ان امتناع الخلاء وامكان الملا يأتيان بالسوية فى صورة المص وصورة عدم المص ، ولا يخفى انه لا احتياج الى هذه الجملة فى بيان المطلب.
قوله : وليس ذلك بمداخلة اجزاء النار الخ ـ ولا لخروج اجزاء الماء من الانية فبقى ان يكون لزيادة مقدار ما هو فيها من الماء.
قوله : وعندى فى هذين الوجهين نظر ـ يمكن ان يكون نظره فى الوجه الاول ما مر آنفا ، وفى الوجه الثانى ان تصدع الانية يحتمل ان يكون مستندا الى تأثير النار.
قوله : وتلك الزيادة ليست مطلقا الخ ـ اى الزيادة الصادق عليها النموّ ليست مطلق الزيادة بل الزيادة بهذا النحو الخاص ، وقد مر هذا فى المسألة الثانية عشرة من الفصل الرابع.
قوله : احدثت المنافذ فى الاصل ـ اى فى الاجزاء الاصلية من البدن.
قوله : ابى نصر الفارابى ـ قال القفطى فى اخبار العلماء : محمّد بن محمّد بن طرخان ابو نصر الفارابى الفيلسوف من الفاراب احدى مدن الترك فى ما وراء النهر فيلسوف المسلمين غير مدافع دخل العراق واستوطن بغداد وقرء بها العلم الحكمى