بين الاجسام بالذات الا باعتبار العارض كالحجر والنار فانهما متضادان باعتبار البرودة والحرارة ، وعلى اى حال فلا تلازم اصلا بين تضاد المتحركين وتضاد الحركتين اذ يمكن ان يتضاد المتحركان مع تماثل الحركتين لإمكان صعود الحجر قسرا وصعود النار طبعا فان الحركتين متماثلتان وان يتضاد الحركتان مع تماثل المتحركين لامكان صعود حجر قسرا وهبوط حجر آخر طبعا فان الحركتين متضادتان ، بل مع وحدة المتحرك شخصا كما ان يصعد حجر قسرا ويهبط هو بعينه طبعا.
قوله : ولا تضاد المحرك الخ ـ اى لا يستلزم تضاد الحركتين تضاد المحركين كرجلين يصعد احدهما عن السلم ويهبط الاخر عنه فان الحركتين متضادتان والمحرك فيهما الإرادة ، ولا تضاد المحركين يستلزم تضاد الحركتين كما يصعد نار بالطبع وحجر بالقسر.
قوله : ولا الزمان لعدم تضاده ـ يعنى لا يمكن التضاد بين الزمانين حتى يقتضي التضاد بين الحركتين.
قوله : ولا ما فيه لاتحاد المسافة فيهما ـ اى ولا تضاد المقولتين يقتضي تضاد الحركتين لان المقولات لا تضاد بينها اصلا ، ولانه يمكن ان يكون المسافة التى يتحرك فيها الحجر فى الصعود والهبوط واحدة فالحركتان متضادتان والمسافة التى هى ما فيه الحركة ليست متعددة حتى يتصور فيها التضاد.
قوله : ولا يمكن التضاد بالاستقامة الخ ـ اى لا يمكن ان يقع التضاد بين الحركة الاينية المستقيمة والحركة الاينية المستديرة اذا كان المبدأ فيهما واحدا والمنتهى فيهما واحدا بسبب وصف الاستقامة والاستدارة لان الوصفين غير متضادين ، وقد مر ما يناسب ذلك فى المسألة السابعة والعشرين من مبحث الكيف.
قول المصنف : ولا مدخل للمتقابلين الخ ـ قد علمت فى المسألة الرابعة من الفصل الاول ان المنقسم بالذات هو الكم وغيره ينقسم بسبب حلوله فى الكم او فيما يحل فيه الكم او حلول الكم فيه ، والحركة ليست كما بالذات فلا بد ان انقسمت ان يكون انقسامها بسبب الغير الّذي تتعلق الحركة به ولكن المتقابلين والفاعل