ابن سيناء على ما نقل عنه صاحب الشوارق حيث قال : لكنا اذا حققنا الامر وجدنا اصح المذاهب مذهب من يرى ان المتحرك يستفيد ميلا من المحرك والميل هو ما يحس بالحس اذا حوول ان يسكن الطبيعى بالقسر او القسرى بالقسر الاخر فيحس هناك من القوة على المدافعة التى تقبل شدة ونقصانا فمرّة تكون اشد ومرّة تكون انقص ما لا يشك فى وجوده فى الجسم وان كان الجسم ساكنا بما قسر انتهى.
قول الشارح : اما ان تكون مع ملازمة المحرك ـ للمتحرك كالجالس فى السفينة ، والحجر الّذي يجره انسان بحبل ، والطفل الّذي يحمله انسان ، والثقل الّذي يحمله حمال ، ولا قسر حقيقة فى هذا القسم لان القاسر لا يحدث فى المقسور قوة قسرية مستقلة ، بل المقسور يصير جزءا من القاسر يتحرك بحركته تبعا وبالعرض قوله : قابلة للضعف بسبب الامور الخ ـ اى تلك القوة فى المقسور تضعف شيئا فشيئا بسبب المعاوق الخارجى والطبيعة التى هى معاوقة من الداخل معا ، وقد مضى بيان هذا المطلب فى المسألة الخامسة من مبحث الكيف ذيل قوله : ان المتحرك اذا كان خاليا عن المعاوقة.
قوله : وعندى هنا اشكال فان الواحد الخ ـ توضيح الاشكال ان القوة المستفادة التى كانت اوّل حدوثها قوية واحدة بالشخص والواحد بالشخص الّذي كان قويا ينعدم عند عروض الضعف اذ لو لم ينعدم لزم ان يكون القوى ضعيفا وهو محال ولو انعدم لزم انعدام الحركة من اوّل الامر لانعدام علتها فلا بد ان نلتزم بان هاهنا شيئا يتجدد شخصا بعد شخص كل شخص اضعف مما قبله وهو الميل وله علة ثابتة الى نهاية الحركة هى تلك القوة المستفادة ، والجواب ان القوى ينعدم عند عروض الضعف من حيث وصف القوة لا من حيث ذاته لانه لا شيء من القوة والضعف بجزء ولا لازم لشيء حتى يستلزم زواله زوال الكل او الملزوم بل عرض يطرأ ويزول ، مع ان تلك القوة المستفادة لو كانت باقية بحالها من اوّل الحركة الى آخرها فلا موجب لتضعف الميل شيئا فشيئا ، ولو قال : الموجب له مدافعة الطبيعة قلنا : فلتكن هى موجبة لتضعف تلك القوة من دون احتياج الى اثبات امر آخر مسمى بالميل.