غير الطبيعية غاية بالعرض.
قوله : تطلب بالحركة عين ما هربت عنه ـ وتهرب بالحركة عن عين ما طلبته فلا يكون الحركة الدورية طبيعية فهى اما ارادية كحركة الافلاك عند الفلاسفة او قسرية كحركة الدولاب ، واسناد الطلب والهرب الى الحركة تجوز فان الطالب والهارب هو المتحرك.
قوله : فلا يقال ان الطبيعة فى منتصف الخ ـ اى فلا يقال ان المتحرك بالحركة المستقيمة أيضا يطلب ما يهرب عنه ويهرب عما يطلبه لانه يطلب كل حد من الحدود الوسطية فى المسافة ويهرب عنه فهى أيضا لا تكون طبيعية ، لانا قلنا ان علة الحركة الى نقطة غير علة الحركة عن تلك النقطة وبعبارة اخرى ان علة الطلب لحد غير علة الهرب عنه فالطبيعة من حيث هى هى لا تطلب ذلك الحد ولا تهرب عنه بل هى من حيث هى هى تطلب الوصول بمكانها الطبيعى ولا تهرب عنه ، بخلاف الحركة الدورية فان فيها علة الطلب لنقطة عين علة الهرب عنها فلا تطلب نقطة فى دور واحد الا وتهرب عنها فلو كانت طبيعية لطلبت نقطة لم تهرب عنها
قول المصنف : وقسريها مستند الى قوة الخ ـ اعلم ان القوة القسرية المحركة بالمباشرة وان كانت مستفادة من الخارج لكنها ليست امرا خارجا مفارقا عن المقسور بل تحدث فيه من الخارج والا لم تقع الحركة فيما لم يكن المفيد للقوة ملازما للمتحرك ، ولا شبهة فى ان المقسور يضعف قوته شيئا فشيئا حتى تنتفى وتستقر الطبيعة على حالها ، ولا شبهة فى ان فى المقسور كالمتحرك بالطبع والإرادة ميلا يحس به الانسان اذا عارضه بشيء من بدنه ، ولكن الشبهة فى ان تلك القوة المحركة للمقسور بالمباشرة هل هى عين هذا الميل أم غيره فظاهر المصنف الاول وصريح الشارح الثانى ، والحق مع المصنف لان البديهة تشهد بان القاسر لا يحدث فى المقسور قوتين بل بقوته يحدث فيه ميلا يتحرك به المقسور ، فقوة القاسر بمنزلة الطبيعة تحدث ميلا فى المقسور فيتحرك الا انها خارجة عن المتحرك والطبيعة داخلة فيه ، ومراد المصنف بالقوة المستفادة هو الميل لا شيء آخر ، كما هو صريح كلام الشيخ