أو لا يفعل من دون مدخلية شيء آخر ، بخلاف غير المختار من الفواعل ، فانه بالنسبة الى كل شيء فى احد الطرفين دائما ، وحاصل الكلام كله انه تعالى لو لم يتصف فى مرتبة ذاته بالاختيار لا تصف بمقابله الّذي هو الايجاب والامتناع ، وهو ينافى سلطانه على ما فى ملكه بالايجاد والاعدام.
قول المصنف : وجود العالم بعد عدمه ـ اى حدوث العالم ، ولم يأت بهذه العبارة مع انها اخصر لئلا يفهم منه الحدوث الذاتى.
قول الشارح : والدليل على انه تعالى قادر الخ ـ تلخيص الكلام فى هذا الدليل ان المبدأ لو كان موجبا كان العالم قديما ، لكن العالم حادث فهو ليس بموجب وبيان اللزوم ظاهر بعد القطع بقدم المؤثر وامتناع تخلف الاثر عن الفاعل الموجب ، واما الشق الثانى من التالى وهو حدوث المؤثر فمسلم بطلانه ، لا حاجة الى ذكره.
ثم ان الدليل على حدوث العالم بمعنى جميع ما سوى الله تعالى هو اجماع المليين والآيات والاخبار الواردة عن اصحاب الوحى سلام الله عليهم لان استدلالهم كما فى هذا الكتاب على حدوث الاجسام ، واذ لم يقم برهان على امتناع الجواهر المجردة كما صرح به المصنف فى اوّل الفصل الرابع من المقصد الثانى فلا جزم يحصل عن ذلك الدليل بان ما سوى الله تعالى حادث حتى يكون مقدمة لاثبات اختياره.
وما ذكر المتكلمون فى كتبهم كالاربعين والمواقف وغيرهما من الاستدلال على امتناع موجود غير الاجسام ، والاستدلال على اختياره بحدوث حادث ما ، والاستدلال على حدوث ما سوى الله تعالى وان كان فيه غير الاجسام كله مخدوش.
فالمعتمد فى المقام ما ذكرت من ان الاختيار لو لم يثبت له تعالى بالمعنى الّذي ذكرناه لزم نقصه وعجزه تعالى عن ذلك.
قول الشارح : ويلزم التسلسل ـ اى وعلى فرض حدوث المؤثر يلزم التسلسل لاحتياجه الى مؤثر آخر ، وهكذا.
قول الشارح : والمعنى بالعالم كل موجود الخ ـ قد علمت فى الحاشية السابقة ان العالم بهذا المعنى لم يبين حدوثه فى هذا الكتاب ، وما ذكر فى غيره مخدوش