ولا محيص لهم الا ان يسندوه الى مبدأ الخير وهو نقض لاصل مذهبهم ، واما الثنوية فيقولون بقدم المبدءين.
قول الشارح : والنظام الى ان الله تعالى الخ ـ انظر الى مقالة هذا المعتزلى المفرّط حيث يقول : انه تعالى لا يقدر على القبيح ، والى مقالة الاشعرى المفرط حيث يقول : انه تعالى فاعل لكل قبيح ، اعاذنا الله عز وجل من الغى والضلالة.
ثم ان للمعتزلة كلمات فى نفى قدرته تعالى عن اشياء نقلها الاشعرى فى مقالات الاسلاميين وغيره فى غيره ، وهم مع اتفاقهم على انه تعالى ليس بفاعل لشيء من افعال العباد فى شيء مختلفون فى قدرته تعالى عليها على مذاهب كما اشار الشارح هنا الى بعضها.
قول الشارح : يستلزم عمومية الصفة الخ ـ اى يستلزم ان يكون الواجب تعالى قادرا على كل ممكن اذ قد عرفت ان الامكان الذاتى فى الممكنات امكان نسبى صدورى بالنسبة إليه تعالى لانه تعالى ليس فاقدا لشرط ولا ممنوعا بمانع
قول الشارح : والجواب عن شبهة المجوس الخ ـ اعلم ان لاستدلال المجوس والثنوية تقريرين :
الاول ان الله تعالى خير محض والخير المحض لا يصدر منه الشر مع انا نرى فى الكائنات شرورا كثيرة فلا بدلها من مبدأ آخر ، والجواب عنه ما اشار إليه بقوله : وأيضا الخير والشر الخ ، وتوضيحه ان الخير والشر مفهومان منتزعان من الموجودات باعتبار اضافة بعضها الى بعض وارتباط بعضها ببعض ، وليسا ذاتيين لمصاديقهما ، ولا بإزائهما حقيقة فى الخارج ، بل الخيرية منتزعة من حقيقة الوجود والشرية من العدم ، فالشيء بما هو شيء فى نفسه وذاته مع قطع النظر عن ارتباطه بغيره خير فى ذاته ، فيصح اسناده الى ذات واحدة هى مبدأ كل شيء بما هو شيء ، فالله تعالى خير محض ، لا يصدر منه الا الخير ، وما يتراءى فى الكائنات من الشرور انما يرجع الى العدم ، والعدم غير مفعول ولا مستند الى مبدأ موجود بالذات.