ان الله قد احاط بكل شيء علما ، فتدبر كى ينكشف لك ان نسبة علمه تعالى الى الممتنعات كيف تكون ان لم يكن فى الوجود ذهن او كان ولم يقع فيه مفهوم الممتنع فانها تختلف بحسب اختلاف الاقوال فى كيفية علمه تعالى.
قول الشارح : وابتدأ باعتراض الخ ـ ان صاحب الشوارق حمل كلام المصنف على الجواب عن شبهة من نفى علمه تعالى مطلقا بذاته وبغيره حيث قال : الفرقة الاولى من نفى علمه تعالى مطلقا متمسكا بان العلم اما اضافة محضة او صفة ذات اضافة على ما مر فى مسألة العلم وعلى التقديرين يستدعى نسبة بين العالم والمعلوم والنسبة تستدعى المغايرة بين الطرفين فلا يمكن تحققها حيث لا مغايرة اصلا فلا يمكن ان يعلم ذاته واذا امتنع علمه بذاته امتنع علمه بما سواه لان علمه بغيره يستلزم علمه بذاته على ما مر ، انتهى.
وذكر شارح المواقف ان النافين لعلمه تعالى بنفسه فرقة من الدهرية والنافين لعلمه مطلقا فرقة من قدماء الفلاسفة.
اقول : الظاهر انهما فرقة واحدة كما هو ظاهر الشوارق لانه عدّ النافين فرقتين احداهما التى ذكرناها والاخرى من نفى علمه بغيره مع كونه عالما بذاته ولم يعد منهم من نفى علمه بنفسه مع كونه عالما بغيره اذ لا يعقل اثبات علمه بغيره ونفى علمه بنفسه لانه اذا علم الغير الّذي هو فعله علم انه يفعله فعلم نفسه كما مر فى تعليقة الدليل الاول.
قول الشارح : ولا مغايرة فى علمه بذاته ـ اى لا مغايرة بين العالم والمعلوم فى علمه بذاته.
قول الشارح والجواب ان المغايرة الخ ـ اقول : الاولى ان يقال : لا حاجة الى المغايرة اصلا فى علم الشيء بنفسه حتى اعتبرناها كعلمنا بانفسنا لان المقتضى لهذا النحو من العلم هو كون الشيء مجردا قائما بذاته وان ذاته حاصلة له لا تغيب عنه وهذا امر حقيقى لا مدخل فيه للاعتبار ، ثم بعد ذلك يعتبر العقل ان تلك الذات عالمة لانها مجردة قائمة بالذات فان كل مجرد قائم بالذات عاقل ، ومعلومة لانها حاصلة لها ،