بين فى محله. ولا قائل بتخصيص بعض صفاته بذلك دون بعض ، فلتفسر بصفة اخرى ، قلت : ذلك حق ، لكن العلم من حيث هو علم مع قطع النظر عن عينيته وزيادته مناط لتحقق الإرادة فى القادر المختار مع قطع النظر عن عينيتها وزيادتها أيضا دون سائر الصفات ، فلذلك فسروها بالعلم دون غيره.
ان قلت : ان صح تفسير ارادته تعالى بالعلم فما وجه اصرار ائمتنا صلوات الله عليهم على ما فى احاديثهم على نفى كونها علما ؛ قلت : لعله لرعاية تنزيهه تعالى عن توهم تخلف مراده تعالى عن ارادته لان العلم قديم وافعاله تعالى حادثة والحادث متخلف عن القديم ، والتخلف هكذا يوهم ممنوعية المريد عن وصول مراده لنقص فى نفسه او لامر فى خارجها ، وهو لا يليق بجنابه تعالى ، لكن هذا التوهم انما هو بحسب اذهان العامة وهم عليهمالسلام فسروها بالاحداث رعاية لافهامهم ، واما الخاصة فاذا فسروها بالعلم لم يغفلوا عن هذا بل اعتقدوا ان علمه تعالى تعلق بافعاله على نحو يقع كل فى مقامه من قطع الزمان ان كان من الزمانيات او ما فوقه ان لم يكن منها ، فلم يتخلف مراده عن ارادته التى هى علمه لان معلومه الّذي هو مراده انما علم على هذا النحو ، او لعله لدفع توهم قدم العالم لان المريد لا يكون الا المراد معه ، ولو فسرت بالعلم وهو ازلى توهم قدم المراد ، وهذا أيضا غير متوهم عند الخاصة لما قلنا.
ثم ان لاصحاب النظر فى المباحث العقلية كالمولى محسن الكاشانى فى علم اليقين والمحقق اللاهيجى فى الشوارق وكوهر مراد والحكيم السبزوارى فى اسرار الحكم والسيد الداماد فى قبساته والعلامة المجلسى فى البحار وغيرهم فى غيرها كلمات وتوجيهات لما صدر عن اهل البيت سلام الله عليهم من ان ارادته تعالى حادثة ومن صفات الفعل ، لا سعة فيما بيدى لذكرها والكلام فيها. هذا كله ما فهمنا من الاقوام فى هذا المقام.
ثم اقول باسم الله عز وجل وبه التوفيق والتسديد : ان للارادة مفهوما واحدا فى جميع الموارد ينطبق على حقيقتها اينما تحققت فى الواجب او الممكن ذا شعور كان