جامعه وحدثنا به عن محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف قال حدّثني عبد الرحمن بن ابى نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير ، قال : كتبت على يدى عبد الملك بن اعين الى ابى عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك اختلف الناس فى اشياء قد كتبت بها أليك فان رايت جعلنى الله فداك ان تشرح لى جميع ما كتبت به أليك اختلف الناس بالعراق فى المعرفة والجحود فاخبرنى جعلت فداك أهما مخلوقان ، واختلفوا فى القرآن فزعم قوم ان القرآن كلام الله غير مخلوق وقال آخرون كلام الله مخلوق ، وعن الاستطاعة اقبل الفعل أم مع الفعل فان اصحابنا قد اختلفوا فيه ورووا فيه ، وعن الله تبارك وتعالى هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ، فان رأيت جعلنى الله فداك ان تكتب الى بالمذهب الصحيح من التوحيد وعن الحركات أهي مخلوقة او غير مخلوقة وعن الايمان ما هو فكتب عليهالسلام على يدى عبد الملك بن اعين سالت عن المعرفة ما هى فاعلم رحمك الله ان المعرفة من صنع الله عز وجل فى القلب مخلوقة والجحود من صنع الله فى القلب مخلوق وليس للعباد فيهما من صنع ، ولهم فيهما الاختيار من الاكتساب ، فبشهوتهم الايمان اختاروا المعرفة فكانوا بذلك مؤمنين عارفين ، وبشهوتهم الكفر اختاروا الجحود فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضلالا ، وذلك بتوفيق الله لهم وخذلان من خذله ، فبالاختيار والاكتساب عاقبهم الله واثابهم ، وسالت رحمك الله عن القرآن واختلاف الناس قبلكم ، فان القرآن كلام الله محدث غير مخلوق وغير ازلى مع الله تعالى ذكره وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، كان الله عز وجل ولا شيء غير الله معروف ولا مجهول كان عز وجل ولا متكلم ولا مريد ولا متحرك ولا فاعل جل وعز ربنا ، فجميع هذه الصفات محدثة عند حدوث الفعل منه جل وعز ربنا والقرآن كلام الله غير مخلوق فيه خبر من كان قبلكم وخبر من يكون بعدكم انزل من عند الله على محمد صلىاللهعليهوآله وسالت رحمك الله عن الاستطاعة للفعل فان الله عز وجل خلق العبد وجعل له الآلة والصحة وهى القوة التى يكون العبد بها متحركا مستطيعا للفعل ، ولا متحرك الا وهو يريد الفعل وهى صفة مضافة الى الشهوة التى هى خلق الله عز وجل مركبة فى الانسان ، فاذا تحركت الشهوة فى الانسان اشتهى الشيء فأراده ، فمن ثم قيل للانسان مريد ، فاذا اراد الفعل وفعل كان مع الاستطاعة والحركة ، فمن ثم قيل للعبد مستطيع متحرك ، فاذا كان