وكذا اطلاق الكلمة عليه باعتبار انه يظهر به لعباده ما عند الله تعالى منها لانه مبين لمراده تعالى لهم كما ان كلمتنا تبين مرادنا ، وعلى هذا فالقرآن كلام الله تعالى على الحقيقة فى اى صقع من الاصقاع وقع فى النقوش والاشكال الكتبية او فى صدور الحفاظ او فى اصوات القراء او فى نفوس اهل السماوات او فى بواطن الرسل والأنبياء او فى غير ذلك والاجماع قائم عليه كما مر فى ضمن كلام الصدوق رحمهالله ، فلا وجه للذهاب الى ان ما بين الدفتين كلام الله تعالى على المجاز او ما فى اصوات القراء كذلك ، ولا يخفى انه كلما تحقق الكلام لشيء تحقق التكلم له ، لا العكس لان الحاكى لكلام الغير القارى له متكلم وليس الكلام له الا انه اذا لم يقصد الحكاية فالكلام له أيضا ، وان التكلم والكلام يسندان الى ما يظهر منه سواء كان بقدرته او بقدرة الغير فيه ، فقول الحجر لداود عليهالسلام يا داود خذنى فاقتل بى جالوت تكلم منه وكلام له وان لم يكن بقدرته.
قول الشارح : وقد اتفقت المعتزلة والاشاعرة الخ ـ بل اتفقوا على وقوعه أيضا مع اختلاف بين الاشاعرة انفسهم فى ان اطلاق الكلام عليه بالمجاز او بالاشتراك.
قول المصنف : وانتفاء القبح عنه تعالى الخ ـ هنا ثلاثة مطالب :
الاول انه تعالى صادق ، والدليل عليه الكتاب والسنة والاجماع والعقل.
الثانى هل يجوز الكذب على الله تعالى ، فالعدلية على انه لا يجوز لقبحه الممتنع عليه تعالى ، واما الاشاعرة فعلى مبناهم من نفى الحسن والقبح على ما يأتى البحث عنه إن شاء الله تعالى فى المسألة الاولى والثانية من الفصل الثالث لا يمتنع الكذب عنه تعالى لعدم امتناع القبيح عليه تعالى مطلقا على مبناهم ، لكنهم استثنوا الكذب بالاجماع ، وذكر القوشجى وغيره وجهين آخرين لامتناع الكذب عنه ، الاولى رفضهما.
الثالث هل الصدق من صفات ذاته او فعله ، فالاشاعرة على الاول لانه صفة الكلام الّذي هو من صفات الذات عندهم ، وغيرهم على الثانى لان الكلام من صفات فعله ، لكن قد ورد فى روايات عن اهل البيت عليهمالسلام التصريح بانه من صفات الذات.