الماهيات وتمايزها لان حقيقة الوجود السارية فى هياكل الاشياء التى يتوجه إليها الاولياء وليس لها هلاك ولا فناء لا تتصف بالكمال والنقص من حيث هى هى بل هى الكمال الحقيقى كله وبعد تعينها بالماهيات المتكثرة التى هى اعتبارات الجاعل القيوم تعالى تتكثر بحسب اختلاف تلك الماهيات فيحصل لتلك الحقيقة مراتب كلها كمال حقيقى بحسب مراتب الماهيات التى كلها نقص حقيقى فاذا قلنا مراتب الوجود تختلف بالكمال والنقص او قلنا مراتب الماهيات تختلف بالكمال والنقص كما هو مقالة اهل الاشراق فبالعرض والمجاز لان الوجود من حيث هو هو كمال لا غير ونقص وجود بالإضافة الى وجود اخر باعتبار تحدده بماهية دون ماهية والماهية من حيث هى هى نقص لا غير وكمال ماهية بالإضافة الى ماهية اخرى باعتبار الوجود نعم ان الماهيات من حيث هى هى مختلفات ولكن هذا الاختلاف لا يوجب كمالا لواحدة منها اذ الكمال فرع الحقيقة ولا حقيقة للماهية بل هى اعتبار صرف واما الوجود من حيث هو هو لا اختلاف فيه وبذلك يتحقق لمراتب الوجود التشكيك فى حمل تلك الحقيقة عليها فاذا قلنا ان وجود العقل وجود عنينا بذلك ان وجود العقل هى تلك الحقيقة بعينها تحددت وتعينت بالماهية العقلية واذا قلنا ان وجود الجسم وجود عنينا ان وجود الجسم هى تلك الحقيقة بعينها تحددت وتعينت بالماهية الجسمية لكن تلك الحقيقة فى القضية الاولى اولى واقدم واحق بالحمل منها فى القضية الثانية وهذا واضح وهذا التفاوت والتشكيك انما هو من قبل الماهيات وهذا معنى المقولية بالتشكيك فى حقيقة الوجود واما الامر الواحد العام المشترك المنتزع من هذه الحقيقة فهو أيضا فى التشكيك تابع لما ينتزع منه لكنه لا يحمل على الماهية ولا على تلك الحقيقة ولا على الوجودات الخاصة الحقيقية بالمواطاة بل بالاشتقاق ولكن حمله على الماهية بالعرض اذ ليس منتزعا منها وعليها بالذات.
قوله : لاستحالة عروض الخ ـ اى يمتنع ان يعرض وجود الانسان مثلا على سائر الماهيات.
قول المصنف : فليس جزء من غيره مطلقا ـ اى لا جزء من الماهيات ولا من