ما يقع فى الوجود فهو صنع الله تعالى من دون وساطة شيء ولا علية شيء لشيء ، بل ترتب امور على امور بمحض جرى عادته تعالى على ما هو مذكور فى كتبهم ، وهذا القول منكر عندنا ، وان كان اطلاق الصانع على غيره بالحد الّذي يطلق عليه تعالى منكرا أيضا.
قال الامام امير المؤمنين عليهالسلام فى خطبة ذكرها الصدوق رحمهالله فى التوحيد فى الباب الثانى والكلينى رحمهالله فى الكافى باب جوامع التوحيد : الواحد الاحد الصمد الّذي لا يغيره صروف الازمان ولا يتكأده صنع شيء كان ، انما قال لما شاء كن فكان ، ابتدع ما خلق بلا مثال سبق ولا تعب ولا نصب ، وكل صانع شيء فمن شيء صنع ، والله لا من شيء صنع ما خلق ، وقال الامام الرضا عليهالسلام فى حديث الفتح بن يزيد الجرجانى الّذي ذكر الكلينى رحمهالله فى باب معانى الاسماء من الكافى والصدوق رحمهالله فى الباب الثانى من التوحيد : وان كل صانع شيء فمن شيء صنع ، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء ، وكذا فى اخبار اخرى.
والحاصل ان الّذي خلق العالم برمته اى جملة الممكنات ما به علمنا وما ليس به علمنا لا من شيء واحد لا شريك له ، وهذا لا ينافى ان يكون بعض المخلوقين الّذي هو من جملة العالم صانعا لبعض الاشياء بامداده واذنه تعالى بحيث يكون صنعه تحت ملكه وسلطانه تعالى ، وعليه عدة دلائل :
الاول لو كان له شريك فاما واجب واما ممكن ، فالاول يستلزم تعدد الواجب وقد مر بطلانه بالأدلّة العشرة ، والثانى يستلزم ان يكون هو خالقا لنفسه لانه من جملة العالم.
الثانى ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا ) السورة ٢١ الآية ٢٢ ، والتالى باطل لعدم البطلان والفساد فى العالم وكون كل امر فى محله مدبرا متصلا بسائر الامور تحت تدبير واحد ، والى بطلان التالى اشار الامام الصادق عليهالسلام فى حديث رواه الصدوق فى التوحيد فى باب الرد على الثنوية عن هشام بن الحكم قال : قلت لابى عبد الله عليهالسلام ما الدليل على ان الله واحد ، قال : اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال الله عز وجل