( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا ) ، وأيضا الى بطلان التالى اشار عليهالسلام فى حديث رواه الكلينى رحمهالله فى باب حدوث العالم والصدوق رحمهالله فى باب الرد على الثنوية من التوحيد وفى البحار باب التوحيد عن الاحتجاج عن هشام بن الحكم بقوله : فلما راينا الخلق منتظما والفلك جاريا والتدبير واحدا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الامر والتدبير وائتلاف الامر على ان المدبر واحد.
واما الملازمة فان الآلهة المتعددة يتعادون ويتعاندون ويذهب كل بما خلق ويعلو كل على الآخر لان مقتضى الالوهية والربوبية الكبرياء والعز والغلبة على غيره والتفرد بالامر والحكومة على من سواه فعند ذلك يقع الفساد والاختلال وبطلان النظام المنجر الى فناء الكل ، وبهذه الملازمة نطق التنزيل بقوله تعالى : ( مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) السورة ٢٣ الآية ٩١ ،
ان قلت : ان العقل يجوز ان يتسالموا على كل امر ولا يريد احدهم الا ما يريده الآخرون فحينئذ لا يقع الفساد ، قلت : ان التسالم اما لخضوع بعضهم لبعض عند الاختلاف والخاضع لغيره يمتنع ان يكون إلها ، او لحكومة احدهم على الآخرين ، فهو المتفرد بالالوهية دونهم.
ان قلت : يمكن ان يكون تسالمهم لاجل علم كل منهم بالمصلحة فى كل شيء والمفسدة فى كل شيء فلا يريد احدهم الا ما يريده الآخرون طبقا لعلمه بذلك فلا يقع بينهم اختلاف حتى يحتاجون الى حاكم او خضوع بعضهم لبعض ، قلت : ان المتعددين مختلفون من حيث الذوات او الصفات لقضية التمايز فيمتنع ان لا يختلفوا فى شيء مما يصدر عنهم.
ان قلت : ان الوهم لا يأبى ان يتخيل عوالم متعددة غير مرتبطة ويكون لكل عالم إله يختص به ويتصرف فيه ويدبر اموره وينظم نظاما بحسبه ولا يكون له ربط بعالم آخر وإلهه حتى يقع تغالب واختلاف ثم فساد واختلال ، قلت : أولا ان مثل الآلهة المتعددة هكذا كمثل الآلهة المتعددة فى عالم واحد فان كبرياء الالوهية يقتضي العلو