الممكنة التى هى فى الحقيقة نسب علمه جمعا وفرادى وما يتبع تلك الصفات من الامور المسماة شئونا وخواص وعوارض والآثار التابعة لاحكام الاسم الدهر المسماة تلك اوقاتا والمراتب والمواطن فان ذلك التعين والتشخص يسمى خلقا وسوى كما ستعرف سره عن قريب إن شاء الله تعالى ، وينضاف إليه اذ ذاك كل وصف ويسمى بكل اسم ويظهر بكل وسم ويقبل كل حكم ويتقيد فى كل مقام بكل رسم ويدرك بكل مشعر من بصر وسمع وعقل وفهم وغير ذلك من المدارك والقوى فاذكروا علم ، وذلك لسريانه تعالى فى كل شيء بنوره الذاتى المقدس عن التجزى والانقسام والحلول فى الارواح والاجسام فافهم.
الثالث ان تكون موجودية الممكنات به ، وان ليس الوجود الا له ، له ملك السماوات والارض ، وهو داخل فى الاشياء على ان لا تكون الاشياء اشياء لولاه ، وان لا تكون الموجودات موجودات لو لا اجراء توحيده عليها من دون ان يتطور باطوار الامكان ويتحدد بحدوده ويتصف باوصافه وشئونه ،
ثم انه لا شبهة فى بطلان المذهب الثانى كالاول لان من البديهى ان هذا الانسان مثلا بحدوده ليس بحقيقة الوجود والشيئية التى هى ذات الحق تعالى ولا هو بالانسان كذلك ، وادعاء الشهود هنا غير مسموع ولا معقول ، ولان الامكان من سنخ العدم وكذلك شئونه فلا يعقل تنزل الحق عن مقام ذاته إليه واتصافه بنقيضه ، وسريانه فى الموجودات لا يقتضي ذلك ، والحكم بذلك من العين الحولاء من حيث لا تشعر ، واعطاء شيئية ما للحدود الامكانية ، وقياس على سريان بعض الاشياء فى بعض ، ولان قول بعضهم : ان ما نراه من الاشياء موجود ولا موجود الا الحق الواحد فما نراه ليس الا الحق الواحد مغالطة من جهة عدم تكرر الاوسط لان الموجود فى الصغرى ليس الموجود الّذي هو صرف الوجود والّذي فى الكبرى الموجود الّذي هو صرف الوجود ، ولان سريانه فى الاشياء بلا كيفية وهذا المذهب يستلزم اثبات الكيفية ، ولانه خلاف ما ورد عن اصحاب الوحى وسطر فى الزبر عن ارباب الولاية عليهمالسلام بالتواتر المفيد للقطع واليقين الّذي يمنعنا بنور الفرقان الحاصل من هدايتهم وولايتهم ان نستمع الى ترهات المتصوفة الذين