وقال امير المؤمنين عليهالسلام : الحمد لله الواحد الاحد الصمد المتفرد ، الّذي لا من شيء كان ، ولا من شيء خلق ما كان ، قدرته بان بها من الاشياء وبانت الاشياء منه ، فليست له صفة تنال ، ولا حدّ يضرب له الامثال ، كلّ دون صفاته تعبير اللغات ، وضل هنالك تصاريف الصفات ، وتعالى الله الّذي ليس له وقت معدود ولا اجل ممدود ولا نعت محدود ، حد الاشياء كلها عند خلقه اياها ابانة لها من شبهه وابانة له من شبهها ، الواحد الاحد الصمد المبيد للابد والوارث للامد ، الّذي لم يزل ولا يزال وحدانيا ازليا قبل بدء الدهور وبعد صرف الامور.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما عرف الله من شبهه بخلقه ، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده.
وقال امير المؤمنين عليهالسلام : سبحانه وبحمده ، لم يحدث فيمكن فيه التغير والانتقال ، ولم يتصرف فى ذاته بكرور الاحوال ، ولم تحط به الصفات فيكون بادراكها اياه بالحدود متناهيا ، وما زال ليس كمثله شيء عن صفة المخلوقين متعاليا ، الّذي لمّا شبهه العادلون بالخلق المبعض المحدود فى صفاته ذى الاقطار والنواحي المختلفة فى طبقاته وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بآياته انتفى ان يكون قدروه حق قدره فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الانداد وارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد : وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ،
وقال الرضا عليهالسلام : هو الممتنع من الصفات ذاته ، ومن الابصار رؤيته ، ومن الاوهام الاحاطة به ، لا امد لكونه ، ولا غاية لبقائه ، لا تشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب ، فالحجاب بينه وبين خلقه لامتناعه مما يمكن فى ذواتهم ولإمكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته ، ولافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحادّ والمحدود.
وقال الصادق عليهالسلام : واحد صمد ازلى صمدى ، لا ظل يمسكه ، وهو يمسك الاشياء باظلتها ، لا خلقه فيه ولا هو فى خلقه ،