هذا التعلق وعن نفس هذه الاضافة ، وندعى ان هذه الاضافة والنسبة مغايرة لنفس الذات ، والذات مع هذه الاضافة المخصوصة امر ان لا امر واحد ، انتهى ، وانت تراه فى خبط عظيم من جهات مع ان الكلام ليس فى العلم فقط.
ثم ان من عجيب امر هؤلاء انهم يقولون كما قال الاشعرى فى المقالات : ان اسماء الله تعالى هى الله ، ولا يقال : انها غير الله ، وان الاسم والمسمى عندهم واحد ، واما صفات الله فهى غير الله او ليست هى بالله ولا بغير الله على ما نقل بعضهم.
المذهب الثالث قول الكرامية وهو قول الاشاعرة مع كون الصفات حادثة ، قال الحكيم السبزوارى رحمهالله فى شرح منظومته : ونغمة حدوث صفاته الحقيقية فى طنبور معرفة الصفات قد زادها القائل الخارج عن مفطور العقل الانسانى ، تعيير وتقريع للكرامية حيث زادوا وقاحة وفظاعة ، فجمعوا بين زيادة الصفات الحقيقية وحدوثها ، ولا يرضى به فطرة العقل ، انتهى ، اقول : بعد اثبات بطلان قول الاشاعرة واثبات امتناع حلول الحوادث فيه تعالى لا يجوز البحث فيما قالوا ونقضوا وابرموا ، وانما وقعوا فى هذه الهاوية هربا عن الالتزام بتعدد القدماء ، والهارب والمهروب عنه كلاهما فيها.
المذهب الرابع قول ابى هاشم الجبائى من شيوخ المعتزلة واتباعه ، وهو ان البارى تعالى ليس ذاته عين الصفات ولا له صفات قائمة بالذات ، بل له احوال مثل العالمية والقادرية ، والحال عنده صفة للموجود لا معدومة ولا موجودة ولا معلومة ولا مجهولة بحيالها ، لكن يعلم الذات عليها نظير المعنى الحرفى ، ومراده انه لا يوجد حال ولا يعدم ولا يعلم حال عن حال الا باعتبار ذى الحال ، بل لا يتصف بالقدم والحدوث وسائر الامور الا بذلك الاعتبار ، وقد مر الكلام فى الحال وابطاله فى المسألة الثانية عشرة والثالثة عشرة من الفصل الاول من المقصد الاول.
ومجمل قول ابى هاشم هنا على ما نقله الشهرستانى فى الملل والنحل ان كونه تعالى ذاتا غير كونه عالما ، وكونه عالما غير كونه سميعا ، وكونه قادرا غير كونه حيا وهكذا ، والعقل يدرك فرقا ضروريا بين هذه القضايا ، فليس من عرف الذات