الآية ، و ( بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ ) هو سؤال الرؤية بدليل ما قبل الآية وموسى عليهالسلام ليس من السفهاء فليس السؤال منه.
الثالث ما رواه الصدوق رحمهالله فى التوحيد فى باب ما جاء فى الرؤية بالاسناد عن على بن محمد بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا على بن موسى عليهماالسلام ، فقال له المأمون : يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون ، قال عليهالسلام : بلى ، فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله ان قال له : فما معنى قول الله عز وجل : ( وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي ) الآية ، كيف يجوز ان يكون كليم الله موسى بن عمران عليهالسلام لا يعلم ان الله تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال ، قال الرضا عليهالسلام : ان كليم الله موسى بن عمران عليهالسلام علم ان الله تعالى جل ان يرى بالابصار ، ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا رجع الى قومه فاخبرهم ان الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه ، فقالوا لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت ، وكان القوم سبعمائة الف رجل ، فاختار منهم سبعين الفا ، ثم اختار منهم سبعة آلاف ، ثم اختار منهم سبعمائة ، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه ، فخرج بهم الى طور سيناء ، فاقامهم فى سفح الجبل وصعد موسى عليهالسلام الى الطور وسأل الله تبارك وتعالى ان يكلمه ويسمعهم كلامه فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق واسفل ويمين وشمال ووراء وامام لان الله عز وجل احدثه فى الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه ، فقالوا لن نؤمن لك بان هذا الّذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة ، فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عز وجل عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم فماتوا ، فقال موسى : يا رب ما اقول لبنى اسرائيل اذا رجعت إليهم وقالوا انك ذهبت بهم فقتلتهم لانك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله اياك ، فاحياهم الله وبعثهم معه ، فقالوا انك لو سألت الله ان يريك ان تنظر إليه لاجابك ، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته ، فقال موسى عليهالسلام : يا قوم ان الله لا يرى بالابصار ولا كيفية له ، وانما يعرف بآياته ويعلم باعلامه ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى تسأله ، فقال موسى عليهالسلام :