قيل انه كان يعمل الموازين من اهل بم ، واذا تكلم كان كلامه صوت الخفاش ، وكان من اهل الناظرين ، وله مع النظام مجالس ومناظرات ، ثم ذكر سبب موته ، ثم ذكر له أربعة وعشرين كتابا ، وقال الكيلانى فى ذيل الملل والنحل : يطلق بعضهم على النجارية اسم الحسينية ، ومات النجار فى حدود سنة ٢٣٠.
اقول : النجار كان من المعتزلة كضرار لكنه انفرد عنهم باشياء ، وكان معروفا بالرازى كما فى كتاب اللباب لابن الاثير ، وكان اكثر معتزلة الرى وما حواليها على مذهبه ، والنجارية فرق ثلاث : برغوثية ، زعفرانية ، مستدركة كما فى الملل والنحل.
قول الشارح : وحفص الفرد ـ قال ابن النديم فى الفهرست : حفص الفرد من المجبرة ومن اكابرهم نظير النجار ، ويكنى أبا عمرو ، وكان من اهل مصر ، قدم البصرة فسمع بابى الهذيل ، واجتمع معه وناظره فقطعه ابو الهذيل ، وكان أولا معتزليا ثم قال بخلق الافعال ، وكان يكنى أبا يحيى ، ثم عدّ له ستة كتب.
قول الشارح : ابو اسحاق ـ قال المحدث القمى رحمه الله تعالى فى الكنى والالقاب : وقد يطلق الأسفراييني على ركن الدين ابى اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الفقيه الشافعى المتكلم الاصولى الّذي اخذ عنه الكلام عامة شيوخ نيسابور صاحب كتاب اصول الدين والرد على الملحدين ، يحكى عن صاحب بن عباد انه كان اذا انتهى الى ذكر ابن الباقلانى وابن فورك والأسفراييني وكانوا متعاصرين من اصحاب ابى الحسن الاشعرى قال لاصحابه : ابن الباقلانى بحر مغرق وابن فورك صل مطرق والأسفرايين نار تحرق ، توفى ابو اسحاق يوم عاشوراء سنة ٤١٨ ( تيح ) بنيسابور ثم نقل الى اسفرايين ودفن بها ، واسفرايين بكسر الهمزة وسكون السين وفتح الفاء بلدة بخراسان من نواحى نيسابور ، انتهى ، وللرجل مع القاضى عبد الجبار المعتزلى فى دار الصاحب بن عباد قصة مشهورة ، هى ان القاضى دخل دار الصاحب فاذا ابو اسحاق بالدار فقال تعريضا عليه : سبحان من تنزه عن الفحشاء ، فقال ابو اسحاق بلا فصل : سبحان من لا يجرى فى ملكه الا ما يشاء ، والكلامان كلاهما حق والجمع بينهما هو الامر بين الامرين ، لكن الخصمان اختصموا فى ربهم ولم يلحقوا النمط الاوسط اذ لم يفهموا حقيقة الكلامين.