لكان الامر والنهى والمدح والذم والثواب والعقاب باطلا ، والجواب ان هذا السؤال لازم عليكم أيضا من ستة اوجه ، ثم عدّ الستة ، ثم قال : فان قيل هب ان هذا الاشكال لازم على الكل ، فما الحيلة لنا ولهم فى دفعه ، قلنا : الحيلة ترك الحيلة والاعتراف بانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، انتهى كلامه بعينه.
اقول : الحيلة ترك العصبية والتقليد عن رؤساء الفرق والحرية فى التفكير والرأى وحفظ نورانية الفطرة بالتقوى والالتجاء الى باب العلم والحكمة الّذي فتحه الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله على الامة وامرهم بالاتيان إليه عند تراكم الظلمات وتخالف الاهواء وتشتت الآراء ، ودونك الكلام الكافى الوافى الشافى لهذه المعضلة فيما روى عنهم عليهمالسلام فى الكافى والتوحيد والبحار وغيرها فى ابواب الإرادة والمشية والاستطاعة ، والقضاء والقدر ، والجبر والتفويض والامر بين الامرين ، والهداية والضلالة والشقاوة والسعادة ، والطينة والميثاق.
قول الشارح : ضرار بن عمرو ـ قال الشهرستانى فى الملل والنحل : الضرارية من الجبرية اصحاب ضرار بن عمرو وحفص الفرد ، واتفقا فى التعطيل ، وعلى انهما قالا : البارى تعالى عالم قادر على معنى انه ليس بجاهل ولا عاجز ، واثبتا لله سبحانه ماهية لا يعلمها الا هو ، الى ان قال : وقالا : افعال العباد مخلوقة للبارى تعالى حقيقة ، والعبد مكتسبها حقيقة ، وجوزا حصول فعل بين فاعلين الخ ، اقول : كان ضرار فى البصرة قبل ابى الهذيل العلاف المعتزلى ، وكان حفص معاصرا لابى الهذيل ، وكانا من المعتزلة الا انهما خالفاهم فى اشياء منها كون افعال العباد مخلوقة لله تعالى ، فاشتهرا بالجبر.
قول الشارح : والنجار ـ بواو العطف على ضرار ، وفى بعض النسخ سقطت من قلم النساخ فيوهم ان النجار لقب لضرار
قال ابن النديم فى الفهرست : النجار ابو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الله النجار وكان حائكا فى طراز العباس بن محمد الهاشمى ، من جلة المجبرة ومتكلميهم ، وقد