هى عدم جواز انفكاك المحمول عن الموضوع فالضرورة الذاتية هى عدم جواز انفكاكه عن ذات الموضوع كالانسان حيوان والوصفية هى عدم جواز انفكاكه عنه حال كونه متصفا بوصف هو مناط الضرورة كالجسم متغير حال كونه متحركا والوقتية هى عدم جواز انفكاكه عنه فى وقت من الاوقات كالسماء متغيم وقت نزول المطر فإن انفكاك الحيوانية عن ذات الانسان والتغير عن الجسم المتحرك والتغيم عن السماء وقت نزول المطر غير جائز ويقال لهذا المعنى الامكان الاخص لانه اخص من المعنى الثانى اذ هو سلب الضرورة باعتبار ذات الموضوع وهذا باعتبار ذاته مع اوصافه واوقاته والمثال الجامع لسلب الضرورات الثلاث الانسان كاتب او متكلم فان التكلم والكتابة ليس شيء منهما ضروريا للانسان لا ذاتا ولا وصفا ولا فى وقت الا بشرط المحمول اى حال كونه كاتبا او متكلما ويقابل هذا الامكان الضرورة بحسب احدى الثلاث وجودا فيكون وجوبا اعم من الوجوب الذاتى لان نقيض الاخص اعم من نقيض الاعم او عدما فيكون امتناعا اعم من الامتناع الذاتى لذلك.
اعلم ان المعنى الثانى والثالث وان كان كل منهما بحسب المفهوم خاصا بالنسبة الى ما قبله ولكن اطلاق الامكان عليهما ليس باعتباران كلا منهما مندرج تحت ما فوقه كاطلاق الحيوان على الانسان والانسان على زيد بل باعتبار وضع خاص مستقل للفظ الامكان على كل منهما كما يوضع لفظ الاسود على انسان اسود وضعا مستقلا فوقوع الاسود عليه ليس باعتبار انه فرد من افراد السودان بل لانه سمى بالاسود وان كان بحسب الحقيقة فردا منهم وهذا بحث وضعى لغوى قال الشيخ فى النهج الرابع من منطق الاشارات وقد يقال ممكن ويفهم منه معنى ثالث فكانه اخص من الوجهين المذكورين وهو ان يكون الحكم غير ضرورى البتة ( اى بحسب الذات ) ولا فى وقت كالكسوف ولا فى حال كالتغير للمتحرك بل يكون مثل الكتابة للانسان وقال المحقق الطوسى رحمهالله فى شرحه : وانما قال فكانه اخص من الوجهين ولم يقل فهو اخص من الوجهين لان الاعم والاخص هما الذان يدلان على معنى واحد ويختلفان بان احدهما اقل تناولا من الاخر اما اذا دل احدهما على بعض