ما ليس فى حيطة ادراكه من المعارف وما عند ربه من اخبار الحقائق اذا سمع مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم آمن بادنى وميض يدل على صدق مقاله وحقيّة دعواه كما نقل فى سبب ايمان سلمان وابى ذر رحمهما الله عز وجل.
وبهذا كله نطق منصور بن حازم فى محضر الصادق عليهالسلام وقرره على ما ورد فى حديث رواه الكلينى رحمهالله فى الكافى باب الاضطرار الى الحجة عن محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عنه قال : قلت لابى عبد الله عليهالسلام : ان الله اجل واكرم من ان يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله ، قال : صدقت ، قلت : ان من عرف ان له ربا فينبغى له ان يعرف ان لذلك الرب رضا وسخطا وانه لا يعرف رضاه وسخطه الا بوحى او رسول ، فمن لم يأته الوحى فقد ينبغى له ان يطلب الرسل فاذا لقيهم عرف انهم الحجة وان لهم الطاعة المفترضة ، الخ.
والمنكرون انما انحرفوا عن الطريقة بالهوى وكدورة فطرتهم بظلمات الشهوات وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ، فالاستدلال على حسن البعثة ووجوبها تاكيد وتفصيل لما تحكم به الفطرة ، وقلّما ينفع من تلوثت نفسه بالشهوات وانغمر قلبه فى حب اللذات الفانيات الا من ادركته العناية الربانية وخلصته من اسر الهوى والاخلاد الى هذه الارض الدنية ، ولكن وظيفة التبليغ والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى احسن لا ترتفع ابدا عن اهله ، وذلك معذرة الى الله او لعلهم يرجعون فان القلوب بيد الله والمصير الى الله.
ثم ان من اراد تحقيق الاديان وتحرى الحق فعليه بالابتداء بالاسلام لان تحقيق المتاخر يغنى عن تحقيق المتقدم واما تحقيق المتقدم لا يغنى عن تحقيق المتاخر.
ثم ان العقل يحكم بحسن وجود الانسان الكامل وكمال فائدته بل بوجوبه بين افراد الاناسى الذين يرون انواع النقائص فى انفسهم بالبداهة من دون حاجة الى تجشم استدلال ، فقول المصنف : لاشتمالها على فوائد الخ تحليل للموضوع لا استدلال على المطلب.