قول المصنف : فيحصل اللطف للمكلف ـ بل البعثة من اعلى مصاديق اللطف بالمعنيين المحصل للغرض والمقرب من الطاعة المبعد من المعصية ، فهى لكونها لطفا واجبة.
قول الشارح : ومنعت البراهمة منه ـ قال الشهرستانى فى الملل والنحل : من الناس من يظن انهم سموا براهمة لانتسابهم الى ابراهيم عليهالسلام ، وذلك خطأ فان هؤلاء هم المخصوصون بنفى النبوات اصلا وراسا ، فكيف يقولون بابراهيم عليهالسلام ، والقوم الذين اعتقدوا نبوة ابراهيم عليهالسلام من اهل الهند فهم الثنوية منهم القائلون بالنور والظلمة على راى اصحاب الاثنين ، وهؤلاء البراهمة انما انتسبوا الى رجل منهم يقال له براهم ، وقد مهد لهم نفى النبوات ، وقرر استحالة ذلك فى العقول بوجوه ، ثم ذكر الوجوه ، ويأتى ذكرها عند قول المصنف : وشبهة البراهمة الخ ، ثم قال : ان البراهمة تفرقوا اصنافا : فمنهم اصحاب البددة ، ومنهم اصحاب الفكرة ، ومنهم اصحاب التناسخ ، ثم ذكر مذاهب كل صنف بالتفصيل.
وقال الامامى فى جنات الخلود : البراهمة من اهل النحل ، يقولون لعالمهم برهمن ، وبرهما اسم ملك يقولون : انه واسطة بين الخالق والمخلوق.
وقال المقدس الاردبيلى فى حاشيته على القوشجى : قيل هم قوم من علماء الهند ، وقيل هم المنسوبون الى برهمن حكيم من حكماء الهند.
وقال الأسفراييني فى التبصير : البراهمة ينكرون جميع الأنبياء ، ولكنهم يقولون بحدوث العالم وتوحيد الصانع.
اقول : البراهمة جمع ، مفرده البرهمى كالاشاعرة والاشعرى ، والبرهمى منسوب الى برهما ، وهذا الجمع والنسبة انما وقع فى كلام العرب لا فى كلامهم ، واما المنسوب الى برهما فى كلامهم برهمن على وزان سمندر ، والجمع برهمنان على وزان الجمع الفارسى ، ويطلق برهمن أيضا بالخصوص على عالمهم ورئيسهم ، ثم انهم ليسوا من اهل التوحيد كما زعم الأسفراييني ، قال المحقق العلام الميرزا ابو طالب الشيرازى فى آخر المجلد الاول من اسرار العقائد نقلا عن كتاب دبستان المذاهب :